IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “المستقبل” المسائية ليوم الاحد في 12/05/2019

لقد قلنا ما قلناه، لبنان اليوم حزين، وحزين جدا. والحداد يملأ مواقع التواصل والقلوب والعقول. في عز الانقسامات، كان البطريرك صفير بوصلة تدل الجميع على طريق لبنان، التي حدث ومشاها وحيدا، لسنوات طويلة، حين عز الشجعان، وكان الاحتلال السوري في عز بطشه.

 

وحده البطرك وقف مدافعا عن السيادة. سيرته تشبه لبنان. قبل أشهر قليلة من ولادة لبنان الكبير عام 1920، ولد بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق، وقبل أشهر قليلة من مئوية لبنان، إنطفأ قلبه، ورحل. وما بين ولادة وطن، ورحيل كاردينال، قصة عشق كبيرة تصلح لأن تكرس كمبادئ في حب الاوطان والدفاع عنها.

 

لبنان اليوم حزين، وحزين جدا. حزين على فقدان بطريرك الحرية، وبطريرك السيادة، وبطريرك الاستقلال. بخسارته يكون لبنان قد خسر أحد أعمدته الكبار، الكبار. هو صاحب المبادئ الذي لا يساوم، مهما اشتدت الضغوط. بطريرك العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين. بطريرك المصالحة التي طوت صفحة الحرب الأهلية الأليمة. بطريرك السلم الأهلي والحوار بين اللبنانيين. بطريرك الطائف بكل معانيه في الحفاظ على الدولة ومؤسساتها، وقواها الشرعية، وتوازناتها الداخلية وفي علاقات لبنان الخارجية، لا سيما مع محيطه العربي.

 

هو الأيقونة الجميلة، والصخرة الصلبة، صاحب المبادئ الذي لا يساوم على الوطن والحرية. هو المقاوم المقدام. وهو قبل كل ذلك، بطريرك البطاركة وكاردينال الكرادلة. هو البطريرك الذي سيشهد التاريخ ويتذكره اللبنانيون بأن مجد لبنان أعطي له دون سواه.

 

لبنان بكل أطيافه ومن أقصاه إلى أقصاه نعى البطريرك صفير. رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي أعلن الحداد العام يومي الأربعاء والخميس استذكر اللقاء التاريخي بين والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري والبطريرك الراحل، قائلا: وكأنه كتب لهذين الرجلين الكبيرين، أن يلتقيا في الموعد التاريخي الفاصل، بالإيمان الوطني الواحد، والتطلع الواحد، واليد الواحدة.