IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “المستقبل” المسائية ليوم الخميس في 06/06/2019

هل صحيح أن هناك أكثر من جهة داخلية وخارجية، تعمل على إضعاف الرئيس سعد الحريري ومحاصرة موقعه في المعادلة السياسية والوطنية؟.

السؤال مبرر، في ظل ما شهدته الساحة الداخلية في الأسابيع الأخيرة، وفي ظل الهجمة التي تتعدد أطرافها وغاياتها على اختلاف مشاربها السياسية والاعلامية.

وفي الآراء التي تتردد في هذا الشأن، أن هناك جهة تريد من الرئيس سعد الحريري أن يكون جسرا تعبر فوقه لتعود بالبلاد إلى الوراء، وتجد في التفاهم معه فرصة للتطاول على صلاحياته وتفريغ دوره في النظام السياسي.

وهناك جهة من البيئة السياسية للرئيس سعد الحريري، تتحين الفرص لرصد هجمات الآخرين والدخول منها على خطوط التهجم عليه والاساءة إلى دوره من مواقع الدفاع عنه. هؤلاء يهجونه في معرض المدح أو يمدحونه في معرض الهجاء… لا فرق. المهم أن يصاب الرئيس الحريري ولا بأس أن تصاب معه كرامة أهل السنة، إذا كانت النتيجة أن تتهيأ لهم من بعده بيارق الزعامة.

الرئيس سعد الحريري اقتحم أسوار تعطيل المؤسسات الدستورية، وأقدم بشجاعة رجل الدولة المسؤول على انجاز تسوية رئاسية، انتشلت البلاد من القعر السياسي لتضعها فوق سكة المصالحة الوطنية واعادة الاعتبار لسلطة الدولة. وهو لن يخجل في ما أقدم عليه ولن يتراجع عن ما اقدم عليه، ولن يتردد في حماية أية فرصة تتيح للبنان الخروج من المأزق الاقتصادي الذي يعانيه، لكنه في المقابل لن يتهاون في التصدي لسياسات الاستقواء واخراج التسوية عن سكة الشراكة الوطنية والعودة بها إلى سكة الاستئثار ومد الأيدي على مواقع السلطة يمينا ويسارا.

تجربة الأسبوعين الأخيرين عينة بسيطة عن حالة التذمر التي نشأت عن تلك السقطات السياسية والقضائية، والتي وضعت الاستقرار السياسي في مهب السجالات، وعن الارادة التي يمثلها الرئيس سعد الحريري في مواجهة محاولات الالتفاف على موقع رئاسة الحكومة والحصار الذي تلتقي جهات داخلية وخارجية على القيام به.

أما الجهة التي تتصرف بما هو أدهى وأسوأ، فإنها تخرج مع الأسف الشديد من أوكار اعلامية وسياسية تقيم على الرصيف السياسي ل”بيت الوسط”، ولا تكاد أن تلمح تعديا على صلاحيات رئاسة الحكومة حتى تنبري لرفع الصوت بدعوى الدفاع عن الصلاحيات وحماية حقوق السنة في النظام السياسي، وتحميل الرئيس سعد الحريري المسؤولية تجاه هذه الهجمة أو تلك.

ولسان حال الرئيس الحريري في هذا المجال الحكمة القائلة “أللهم احمني من أصدقائي أما أعدائي فانا كفيل بهم”.

من ينسى كيف فرشوا للرئيس سعد الحريري دروبا من الورود ليمشي فوقها إلى التسوية الرئاسية وانتخاب العماد ميشال عون، وهناك من ينسى أن الرئيس سعد الحريري هو الذي دفع الاثمان الباهظة لسلوك هذا الطريق، وأن البعض الآخر كانوا من جناة الثمار والأدوار والمواقع.

المتطوعون لهذه المهمة يعتلون المنابر، ويستخدمون بعض الأقلام لنشر الأفكار الدنيئة وإشهار الخوف من أن يتحولوا إلى ماسحي أحذية في جمهورية جبران باسيل.

من أين لهؤلاء عزة النفس، ومن أين لهم صلاحية الادعاء بأنهم يدافعون عن حقوق أهل السنة إذا كانوا يعتقدون لثانية واحدة، أن في مقدور أي قوة في العالم أن تجعل من مكون لبناني، ماسح أحذية عند هذه الجمهورية أو تلك؟.

هدفهم فقط الاساءة للرئيس سعد الحريري، حتى ولو اضطروا إلى أن يكونوا ماسحي احذية.

بئس هذا المنطق وهذه النفسية وهذا الشعور الدوني وهذه الأقلام التي تجعل من المواقف الوطنية للمفتي ورؤساء الحكومات السابقين، خناجر لطعن الرئيس سعد الحريري في الظهر. أركان السنة في لبنان متراس في ظهر الرئيس سعد الحريري، وهو على خط واحد وقلب واحد مع دار الفتوى، ومع رؤساء الحكومات السابقين، أما الباقي، فأضغاث أحلام ومحاولات لقنص الفرص.