لا حروب التويتر تنفع، ولا التهويل عبر التلفزيونات، ولا المقالات والتحليلات.
فالمعيار الوحيد لتشكيل الحكومة؛ هو ما نص عليه الدستور؛ لناحية صلاحيات الرئيس المكلف الواضحة والصريحة وما يقال خلاف ذلك؛ يبقى في باب الاجتهاد السياسي؛ دون أي مفاعيل قانونية أو دستورية.
أما العلاقة مع أي دولة أخرى؛ فهي من صلاحية مجلس الوزراء ورئيسه؛ الذي هو الناطق الرسمي باسم الحكومة، وأي سباق نحو نظام الأسد الذي لن تنعشه كل ضخات الاوكسيجين الخارجية، وأي زيارة تبقى شخصية لا قيمة لها وهي هرطقات سياسية عفى عليها الزمن. وهو ما لاحظه الرئيس سعد الحريري فغرد قائلا بعض السياسيين في لبنان راكضين يروحو عسوريا قبل النازحين يا سبحان الله.
الرئيس الحريري قال: من المستحيل أن أزور سوريا، لا في وقت قريب ولا بعيد، حتى وإن انقلبت كل المعادلات، وإذا اقتضت مصلحة لبنان ذلك “فساعتها بتشوفولكم حدا تاني غيري”. واذ رفض الحريري تشكيل حكومة اكثرية؛ جدد تمسكه بحكومة وفاق وطني؛ انطلاقا من معيار الشراكة الوطنية.
وفيما لفت الانتباه زيارة وزير الخارجية جبران باسيل الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري واعقبها زيارة الوزير علي حسن خليل الى بيت الوسط ، نقل عن رئيس الجمهورية ميشال عون تاكيده على حتمية تأليف الحكومة في وقت قريب، لان البلد لا يتحمل اي تأجيل في ظل تطورات اقليمية حاسمة وتدخل روسي فاعل لحل مشكلة النازحين السوريين ،كذلك تطبيق نتائج مؤتمر “سيدر” الذي يشترط ايضا قيام حكومة جديدة ترعى خطة اقتصادية لتطبيق آلية صرف المساعدات المالية التي اقرها.
واليوم سجل عودة السجالات بتوتر كهربائي عال بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونواب التيار الوطني الحر على خلفية دعوة جنبلاط الى اقالة وزير الطاقة ومعلمه على حد تعبيره.