تأليف الحكومة في إجازة، للأسباب التي صارت معروفة وبينها سفر الرئيس العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري، لكن الأصوات التي تعمل على تأخير التأليف وعرقلته، وتصر بين ساعة وأخرى على النفخ في رماد الأزمة، هذه الأصوات ترفض الإلتحاق بإجازة الرئيسين.
بعض وجوه “التيار الوطني الحر” يعمل على هذا الخط بشكل يومي، في ما ظهر وجه أنثوي من التيار حاول أن يبلسم جراح الأزمة المفتوحة، ويقدم منطقا سياسيا يستدعي التنويه والانفتاح على التعامل معه. بين منطق السيدة ميراي ميشال عون ومنطق آخرين في التيار، هناك هوة كبيرة، تحتاج لردمها إرادات كبيرة.
والشيء بالشيء يذكر؛ قبل أن يقدم الوزير جريصاتي المواعظ للأمانة العامة لمجلس الوزراء في كيفية تطبيق الدستور وعمل المؤسسات، فليسأل نفسه: كيف لوزير العدل أن يتطوع لإعداد الفتاوى الدستورية المخالفة للدستور، وهو جزء من كيان دستوري يتمثل بمجلس الوزراء، وقد أتحف اللبنانيين قبل أيام بمطالعة تشكل قمة في تجاوز لأصول العمل في المؤسسات.
ألم يكن من الأجدى لجريصاتي، أن يستفسر من الأمانة العامة لمجلس الوزراء عن حقيقة الأمور المتعلقة بتلزيمات مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قبل أن يتسرع في إطلاق الكلام العشوائي الذي لا يمت للصدقية والموضوعية وسلامة التفكير بأي صلة؟. ثم أوليس من الفائدة له ولتياره وكل المتطيرين من إسم رفيق الحريري، أن يتجه لوعظ رفاقه في الحملات المريبة، بضرورة الكف عن الشحن الطائفي والسياسي والإمتناع عن التغريد على أوتار الفتنة وإثارة الضغائن بين اللبنانيين؟. للوزير جريصاتي نقول: هذه الأساليب سبق أن مارستها في عهد مضى، فلا تحملوا العهد أوزار ماض أسود وأوزار سلوك سياسي أسود.