الاخطار الناجمة عما تقوم به القوات الاسرائيلية عند الحدود الجنوبية تحت عنوان درع الشمال، هل ستدفع مفتعلي الازمة الحكومية الى العقلانية، والى سحب فتائل العرقلة الناتجة عن توزير سنة الثامن من اذار، وما تبعها من هجمات طالت المقامات وتهديدات استهدفت الرئيس سعد الحريري؟ ام ان مشغل المعرقلين الاقليمي يسعى الى الإمعان في العرقلة لابقاء لبنان ساحة في لعبة المقايضات ودفع الاثمان، من دون الاخذ بعين الاعتبار تحصين لبنان الوطن، في مواجهة الاخطار المحدقة.
بالانتظار فان القوات الاسرائيلية اطلقت عند تخوم الحدود الجنوبية عملية تحت عنوان درع الشمال زاعمة بانها تعمل على تدمير انفاق هجومية متهمة حزب الله بالوقوف وراء حفرها. وحملت اسرائيل الحكومة اللبنانية مسؤولية كل ما يجري داخل اراضيها في منطقة الخط الأزرق.
وفي المقابل، فان لبنان الرسمي بقي على متابعته للمزاعم الاسرائيلية، فاجرى رئيس الجمهورية ميشال عون سلسلة اتصالات شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وقائد الجيش العماد جوزف عون، وجرى تقييم الموقف، في ضوء المعطيات المتوافرة حول ابعاد العملية الاسرائيلية.
كما التقى الرئيس عون سفيرة الولايات المتحدة الاميركية اليزابيت ريتشارد، وتباحث معها في التطورات جنوبا فيما قوات اليونيفل العاملة في الجنوب اعلنت انها تتواصل مع جميع المحاورين المعنيين لضمان ان يستخدم الأطراف آليات الارتباط والتنسيق التابعة لليونيفيل للحفاظ على الهدوء والاستقرار.
وفي السياق نفسه، تأكيد لكتلة المستقبل في اجتماعها الاسبوعي أن الجيش اللبناني مسؤول دون سواه عن أمن الحدود وسلامتها، وأن الدولة اللبنانية تلتزم بشكل كامل القرارات الدولية التي ترعى هذه السلامة، لاسيما القرار 1701، وأية مواقف أخرى تقع في إطار التصعيد غير المقبول للأوضاع.