IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “المستقبل” المسائية ليوم السبت في 23/5/2015

future

ما هي الرسالة التي اراد حزب الله وامينه العام السيد حسن نصر الله توجيهها الى اللبنانيين بشكل عام والشيعة بشكل خاص؟ لماذا اطلق تهديدات بحق معارضيه من الشيعة ووصفهم بالخونة والعملاء؟ وما هي الترجمة العملية لهذا الوصف؟ وماذا عن التهديد باعلان التعبئة وهو قد بدأها فعلا. هل هي رسالة تعبر عن نجاح مشروع الحزب ام عن بدء العد العكسي لهزيمته؟

الاكيد المؤكد ان حزب الله لم يعد في امكانه أن يخبىء مأزقه السياسي والشعبي. خصوصا بعد الأخبار عن رفض عناصر له القتال في سورية، وبعدما تأكد عدم وجود قبول شعبي لمشاركته في الحرب اليمنية، وبعدما بات معارضوه داخل الطائفة يحظون بمصداقية أمام جمهور الحزب لأنهم تنبأوا بأن خيارات حزب الله إنتحارية…

الاكيد ان حزب الله استدعى مراهقين ورجالا فوق الأربعين إلى حربه على الشعب السوري، وقد قال في خطابه غير العلني الذي سربه إلى الاعلام: “في المرحله الآتية قد نعلن التعبئة العامة على كل الناس. قد نقاتل في كل الاماكن. لن نتراجع ولو كلفتنا المعركة أن نخسر ثلاثة أرباع عددنا”.

هكذا يفكر حزب الله إذا. كما نقل عن نصر الله قوله: “سنحطم عظامهم وكل من يثبت او يتكلم غير هذا الكلام هو غبي واعمى وخائن. شيعة السفاره الأميركية خونة وعملاء واغبياء. لن نسكت لاحد بعد اليوم ومن يتكلم معنا سنحدق في عينيه ونقول له انت خائن، أكان كبير او صغيرا. مش فرقانه معنا حدا”.

كلام نصر الله أكده حزب الله، لكنه وصفه بالمجتزأ، وأخرج عن السياق الطبيعي للخطاب.

هو خطاب يعبر عن مأزق وجودي لحزب وصل إلى طريق مسدود في سورية وفي لبنان، وباتت أصوات معارضيه من الشخصيات الشيعية المستقلة تخيفه، مع انتشار حالة تململ في بيئته وبدء طرح اسئلة عن مصلحة الشيعة في معاداة العرب والتضحية بالآلاف من شبانهم في معارك لا علاقة لهم بها.

هكذا، وبعدما فرط برصيد مقاومة إسرائيل وبرصيد دحرها من جنوب لبنان، من خلال المشاركة في قمع الثورة السورية دفاعا عن نظام الأسد، ها هو اليوم في الذكرى الخامسة عشر على تحرير الجنوب يحتفل حزب الله بعام كامل من الفراغ في رئاسة الجمهورية التي يعطل انتخاباتها، وها هو يهدد بتعميم الفراغ على المؤسسات الأمنية وبتطيير الحكومة، آخر معالم الدولة في لبنان.

جديد حزب الله، في ذكرى التحرير وذكرى الفراغ الرئاسي، تهديد الشيعة المستقلين، عبر هدر دمائهم من خلال القول إنهم خونة وعملاء استكمالا للهجة الحيطان ونبرة من يريدون إعادة بناء جدران الخوف… لكن هيهات من الشعوب العربية التي ازالت جدران، هيهات من الخوف والذلة.