وبعدما هجره حلفاؤه من المسلمين، سنّة وشيعة، ومن المسيحيين، وبات وحده يغرق في وحول سورية ودماء أطفالها، إستنجد بعشائر البقاع، وكان أوّل من لبّى نداءه، المطلوب للقضاء بتهم تجارة المخدّرات والاعتداء على القوى الأمنية، نوح زعيتر.
لم يبقَ غيرُ المطلوبين ليقاتلوا إلى جانب حزب الله، في المعركة التي يعتبرها وجودية لإلغاء وجود الشعب السوري وقراره، ولم يبقَ غيرُ الخارجين على القانون والمجتمع والدولة، كي يقفوا إلى جانبه، بعدما تبرّأ منه العقلاء، بحسب اعترافه في خطابيه الأخيرين.
في هذا الوقت، كان رئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد، يناقض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي قال في خطابه الأخير إنّ داعش تشكّل خطرا على تيار المستقبل وقياداته ونوابه، إذ قال رعد: إنّ الإرهابيين التكفيريين هم الجيش السرّي لمن يَظهرون بمظهر الاعتدال في المنطقة، قاصداً تيار المستقبل والمملكة العربية السعودية. فهل داعش خطر على تيار المستقبل، أو هم حلفاؤه السريّون؟
كلام رعد وغيرِه من قيادات حزب الله، من نعيم قاسم إلى نواف الموسوي، حرّض على عرسال داعياً إلى تحريرها، على طريقة تحرير القصير وغيرها من المدن السورية، بطرد أهلها منها.
هذا الضياع الذي تعيشه قيادة حزب الله، يقابله وضوح في الجهة الأخرى، إذ أكّد وزير العدل أشرف ريفي، من طرابلس، أنّ عرسال خطّ أحمر، ولن تحكمها إلا الشرعية اللبنانية بالجيش والقوى الأمنية، وتابع: “كما نحمي عرسال من خلال الجيش اللبناني، سندافع أيضا عن بعلبك وبريتال والهرمل والفاكهة والقاع ورأس بعلبك، سندافع عن كل شبر من أرض لبنان من جنوبه إلى جبله وشماله وبقاعه، وسندافع طبعا عن عاصمتنا العزيزة بيروت”.
ومن عكار، اكد الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري انه من عرسال لن ينالوا لان وجودها سابق على وجودهم ، وتوجه لمن يهدد، بالقول: كل شيء دون الله، لا يستحق الخوف، مشددا انه لن نُسلم لوصاية السلاح بربط مصير لبنان بنظام الأسد، وان عاصفة الحزم بدأت تفجر عواصف إرهابهم بعدما فجرت كراهيتهم.