من لم يمت في حمص أو حلب أو القلمون أو اليرموك؛ مات في بيروت، تعددت الأسباب ورصاص حزب الله واحد.
فابن الخمس سنوات؛ الطفل منير الحزينة، من بلاد تحكي حكاياتها الحزينة؛ عيون أطفال عز عليها الحلم بملعب في فلسطين، فهربت إلى مخيم اليرموك في سوريا.
إلى هناك لحق العائلة سلاح مقاومة الأطفال، فهجر وقتل الفلسطينين باسم تحرير فلسطين وبحجة مقاومة إسرائيل. مجددا هربت العائلة، مثل الآلاف، إلى لبنان. وإلى هنا؛ أيضا لحقها السلاح نفسه، فأردى الطفل منير.
من سماء الضاحية الجنوبية إلى مراجيح حرش بيروت، أطلق مقاتلو نصر الله رصاصهم الغادر، غضبا على تشييع المزيد من شبانهم الذين باغتتهم المعارضة السورية وهم نائمون في أراض سورية يحتلونها بالقلمون. رصاصاتهم الضالة طريقها تركت منير الحزينة؛ بين الحياة والموت في مستشفى المقاصد.
في هذه الأثناء، طالبت كتلة حزب الله الحكومة بتحرير عرسال من أهلها، لتأمين حدود دويلة الأسد، التي يريدونها من اللاذقية إلى البقاع.
لكن رئيس الحكومة تمام سلام كان يستعيض عن جلسة حكومة؛ يريد حزب الله تعطيلها؛ باجتماعه إلى قيادة الجيش باليرزة، في رسالة ثقة بمن يحمي لبنان فعلا.
إجتماع سلام كان على مرمى حجر من قصر الرئاسة الفارغ في بعبدا، قصر يحرص حزب الله على إبقائه فارغا، باعتراف نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي خير اللبنانيين؛ بين ميشال عون أو الفراغ.
هو المشهد باختصار وبساطة: طرف يروع أهل الضاحية وبيروت برصاص المهزوم؛ والمستقوي على أهله، وطرف يحاول حماية الحكومة وحماية الجيش؛ ويستعجل انتخاب رئيس للجمهورية.
طرف يقتل الأطفال والأوطان بالرصاص الأهوج، وطرف يحاول حماية ما تبقى من مؤسسات الدولة. وعلى اللبنانيين أن يختاروا.
أما ما حصل في ريف ادلب؛ بحق عدد من العرب الدروز؛ فقد كان موضع اتصالات مكثفة؛ من قبل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط؛ الذي حذر من التحريض؛ مذكرا بأن سياسة بشار الأسد أوصلت سوريا إلى هذه الفوضى، وفي هذا الاطار أطلع جنبلاط الرئيس سعد الحريري؛ خلال اتصال هاتفي على مجريات تلك الاحداث.