في حين يحارب حزبُ الله طواحين التاريخ في هواء الثورة السورية، وفيما تعصى عليه الزبداني، حتى شُبهت بصمود مارون الراس أمام الجيش الإسرائيلي، وقد نعى ستة قتلى خلال الساعات الأخيرة توزعوا بين الجنوب والبقاع والضاحية، ها هو يفلت في لبنان حليفه النائب ميشال عون ليحارب طواحين الواقع مهددا بفرط لبنان على رؤوس أهله.
تهديد عون بالانقلاب استكمله صهره جبران باسيل، وهو وزير في الحكومة، مهددا بفرط النظام اللبناني إذا لم تنفذ شروط عمه السياسية قائلا: إن الشارع ليس إلا البداية وإن ما يتم التحضير له أكبر بكثير من العصيان في حين دعا عون اللبنانيين إلى معركة مصير في الشارع، ولكن السؤال الكبير لماذا يستعمل حزب الله عون للتهديد بإعادة الشارع إلى واجهة السياسة.
هي البندقية التي تقاتل في الزبداني أهل سورية وثوارها، تختبىء خلف إصبع عون، في تهديد كان أعلنه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قبل أسابيع: إما عون أو الفوضى.
فلماذا الشارع الآن ؟ لا رئيس جمهورية ولا مجلس نواب ولا حكومة ومن يربح في لعبة الشارع؟ وهل يظن حزب الله أن الظروف مؤاتية لاستكمال انقلاب الدويلة على الدولة؟ واذا كان حزب الله لا يقرأ الا يقرأ العماد ميشال عون أن الأسد بات محافظ دمشق الصغرى؟ وأن إيران في حضن شيطانها الأكبر؟