سيسجل التاريخ أن عيون أطفال مضايا قاومت مخرزَ حزب الله، وأن دماء العجائز النازفةَ انتصرت على سيوف مقاتلي حزب الله وان ارادة شيوخها ورجالها هزمت كتائبَ بشار الاسد، وأنه بين السلة والذِلة اختار اهل مضايا الموتَ بكرامة، ونفذوا تعاليم الإمام الحسين، وبين الجوع والركوع رفضوا الخضوع، وقرروا أن يتحولوا إلى دروس في العنفوان.
أهل مضايا، أشرف الناس، قد لا يجدون ما يأكلونه اليوم، لكن التاريخ سيأكل من يحاصرهم، وستأكل أسئلةً أطفالهم وجوه محاصريهم الكالحة حين يقولون لهم: لماذا جوعتم أطفال سوريا ونساءَها وشيوخها؟
لا شأن للسياسة ولا للحرب، إنها قبل كل شيىء معركةُ أخلاق،/ إستخدامُ الجوعِ كسلاحٍ ليس بطولة، و إعدامُ العاجزين وهم جِياع عملٌ جبان…حتى الصهاينةُ لم يستعملوه.
على كل فان لسان حال اهل مضايا، هذا اللسانُ الجائع، يقول هيهاتِ منا الجوع… ويردد مع الشاعر محمود درويش: “أنا لا أكرهُ الناسَ ولا أسطو على أحدٍ ولكنّني.. إذا ما جعتُ آكلُ لحمَ مغتصبيّ/ حذارِ.. حذارِ.. من جوعي ومن غضبي”.