هو الإرهاب نفسه، وإنْ تغير اسمه، أو بدل ثيابه، من تجويع أهل مضايا السورية وأطفالها، إلى محاولة التخريب في الكويت وغيرها من دول الخليج، إلى اللعب بأمن اسطنبول وتفجير السواح في تركيا.
تعددت البلاد والإرهاب واحد. ففي حين تباطأ إدخال المساعدات إلى مضايا، التي لا يزال أبناؤها يرزحون تحت سيف الجوع.
أعلنت الكويت الحكمَ بإعدام اثنين من المتهمين في خلية حزب الله وايران الإرهابية في الكويت، ممن أُوقفوا قبل أشهر مع أطنان من المتفجرات.
واليوم ضرب الإرهاب اسطنبول عبر تفجير انتحاري استهدف سواحا، معظمهم من الجنسية الألمانية، بعد شهرين من تفجير أنقرة الذي أودى بأكثر من 128 شخصا. وقد أعلن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أن داعش هي المسؤولة عن العملية.
لبنان الذي يتعرّض لإرهاب تعطيل المواعيد الدستورية وتأبيد الفراغ في سدّة الرئاسة، شهد موجة تضامنية من بيروت إلى طرابلس وعكار والبقاع، نفذها شباب تيار المستقبل، للمطالبة برفع الحصار عن مضايا.
هو الإرهاب نفسه، يتغذّى من نبع المذهبية، ونهر التطرّفِ والعنصرية، يضرب بلادَنا وشرقنا، ونواجهه حينا بالبطون الخاوية، وأحيانا بأصواتنا العارية إلا من قوة الحق، كما فعل شباب المستقبل اليوم.