ويسألون: لماذا المحكمة الدولية؟ إسألوا محكمة التمييز العسكرية.
العار.. لا يستقيم توصيف آخر. لا بل انه عار موصوف بالأدلة القاطعة، وبطعم الصبير المر. القاتل حر، ما دام لم تثبت عليه سوى نيته ورغبته بالقتل. يستحق فرصة ثانية ليفجر عبواتِه إرضاء لمملوكه.
مجرم الأسد حرا طليقا في الغابة، ربما يبحث عن فريسة جديدة، فهو أعلن فور إطلاقه أنّه لن يتوقّف ومستمرّ في نهجه، واللواء الشهيد وسام الحسن يرقب حزينا من عليائه. العدالة نامت واستيقظ الغضب في صدور اللبنانيين. فما هو الدرس الذي أرادوا تلقينه للشعب اللبناني؟ إن حامي البلادِ والعباد مكانُه القبر؟ وإن مخطط القتل وتفجير لبنان، تحميه شياطين السياسة واحزابها؟
ما هي رسالة إطلاق سماحة ؟ هل تعني أنّ القتلة مكانُهم بيننا، وهل هي تشجيع للارهاب والارهابيين بوجود حسومات على الاحكام بحقهم، اذا ضبطوا متلبسين ؟ ام انّها مؤشر الى عودة لغة التفجير إلى الشارع؟
ايّ عدالة هذه، وميشال سماحة ينام في سريره الدافىء، فيما اللواء الشهيد وسام الحسن ينام تحت التراب البارد.
اللبنانيون باتوا يعرفون “عمايلَ” هذه المحكمة. اليست هي التي أطلقت سراح عنصر حزب الله قاتل الضابط في الجيش اللبناني سامر حنّا ، بعد اشهر قليلة من توقيفه؟
اليست هي، التي اصدرت حكما مخففا بحق العميل فايز كرم، القيادي في التيار الوطني الحر وحليف حزب الله، واليوم تطلق سراح ميشال سماحة، حليفِ الحزب وعميل بشار الاسد وعلي المملوك في تحضير لبنان للفتنة والموت.
الفتنة التي انقذنا منها وسام الحسن، والموت الذي ترصد به لانه اوقف ميشال سماحة وكشف مخططه. فماذا يقول للبنانيين، من اطلقوا سراح المجرم ليقتلنا مرتين وكأنهم يلقنونا درسا، بأن القاتل سينعم دوما بحرية مضرجة بدمنا.
المحكمة العسكرية اصدرت حكمها وعنونته باسم الشعب اللبناني لكن لا… ليس باسم الشعب اللبناني هذا الحكم….ليس باسم الشعب اللبناني.
هو انتهاك لمشاعر معظم اللبنانيين. وهو عار ومشبوه ومكافأة للمجرم، ولن أسكت عنه كما قال الرئيس سعد الحريري.