غداً سيقول الرئيس سعد الحريري ما لا يجرؤ غيره على قوله، هنا أو هناك، أو هنالك.
غداً سيقدّم الحريري نموذجاً عن رؤية صادقة لمستقبل هذا الوطن المستحيل، إلا بالتسويات، والعاصي على التفتيت، بوحدة أبنائه، والذي يقف حجر عثرةٍ كبيراً في حنجرة الوليّ الفقيه، فيما يحاول ابتلاع المنطقة بالحروب والدماء والحديد والنار والتهويل.
غدا سيكرّر سعد رفيق الحريري تجديد بوصلة 14 شباط و14 آذار، البوصلة التي تدلّ على الخصوم، من دون عداوة دائمة، ومن دون تفريط بلبنان واستقراره ووحدته.
البوصلة التي تدلّ على الحلفاء، من دون الذوبان فيهم، أو الانفكاك عنهم، البوصلة التي تدلّ على لبنان، إذ يحاول بعض قادته جرّه إلى مستنقع الدم السوري، والذي سيصرّ ابن الشهد رفيق الحريري، على حمايته وإبعادِ هذه الكأس عنه.
غداً سيقول سعد رفيق الحريري: إنّ لبنان عربيّ الهوى والهويّة، عربيّ الوجه والجسد والروح، ولا يمكن إلا أن يكون عربياً، وإنّه سيستمرّ في مدّ يده وملاقاة الخصوم على منتصف الطريق، ريثما ينتهون من رحلات الدم التي ستطبع وجوههم ووجوه أحفادهم قروناً طويلة.
غداً 14 شباط، المناسبة الزلزال، التي منها خرج مستقبل مختلف للبنان، خالٍ من وصاية الأشقاء، وطمع الأعداء.. مناسبة ستظلّ تدلّ العالم كلّه، على أنّه في لبنان قاتلٌ ومقتول، وسيف وعنق، والعنق يقاتل السيف باللحم الحيّ.