IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “المستقبل” المسائية ليوم الثلاثاء في 23/2/2016

future

أنظروا من حولكم.. شعب عاطل عن العمل ودولة عاجزة عن اتخاذ القرار.

هذا هو لبنان الذي يريده حزب الله… هذا هو لبنان الذي يرسمه أهل الممانعة في مستقبلنا: مخزنٌ لصواريخ إيران، ومهربٌ للاجئي نظام بشار الاسد من حاملي هذه الصواريخ، ومقهىً للعاطلين عن العمل، بمئات الآلاف، بعدما يعودون من الخليج في الأشهر القليلة المقبلة، ليصطفّوا إلى جانب الذين عادوا من أفريقيا ومن أوروبا ومن أميركا، حاملين صليب حزب الله على درب جلجلة آلامهم.

هذا هو لبنان الذي يريده حزب الله: لسانٌ طويل وظلٌّ متطاولٌ على القامات الطويلة.

ظلّ حزب الله يهاجم دول الخليج ليفرح قلب ملالي إيران، ويصفهم بأنّهم تنابلٌ وعاجزون… حتّى حين تبرّعوا لجيشنا الوطني وقوانا الامنية الرسمية بالمليارات، هاجم المتبّرع والذين نقلوا التبرُّع والهبات، واتّهم المتبرّعين بأنّهم يشفقون علينا، واتّهم طالبي المساعدة بأنّهم شحّاذون… وها هي النتيجة.

هذا هو لبنان الذي يريده حزب الله: دولةُ مارقة، بلا أصدقاء، ولا حلفاء، ولا محبّين ولا اشقاء.

بلاد هائمة على وجهها كطفل سوري شريد، أو كطفل فلسطيني يتيم، أو كطفل عراقي مجروح من غدر الجيران وتخلي الأصدقاء… حتّى الذين استثمروا ملياراتهم هنا، من أهل المروءة والنخوة العربية، واستبقلوا أكثر من ستمئة ألف لبنانيّ يعملون في الخليج ويحوّلون ستة مليارات دولار أميركي سنويا، ليرفعوا من قيمة اقتصادنا ويفتحوا أسواقنا ويساعدوننا على النهوض من حروبنا الأهلية، ومن الغدر الإسرائيلي، صدقنا أن لا مكان آخرَ يذهبون بملياراتم إليه.

هذا هو لبنان الذي يريده حزب الله: شبابه يقتُلون ويقتَلون في بلاد الله الواسعة.

والذين لا يجارون حزب الله في حروبهم، يلاحقهم ويضيّق عليهم البلادَ التي فتحت لهم أبوابها وفضّلتهم على غيرهم، بالحبّ والخير. وكذّب بعض اللبنانيين، وصدّق أنّ لبنان لا مثيل له، وأنّ أهل الخليج لا مَصيَف لهم غير بلادنا، فها هم يهجروننا إلى أوروبا وتركيا والمغرب العربي وغيره.

هذا هو لبنان الذي يريده حزب الله: صحراء يزرعها بالموت والقتل والتهديد والوعيد.

فها هي المملكة العربية السعودية تطلب من مواطنيها مغادرة لبنان، والإمارات تمنع مواطنيها من السفر إليه، وغدا ربما دول اخرى، والآتي الأعظم. فأين الحكمة في نصرة إيران خلال مواجهتها مع العرب؟

هذا هو لبنان الذي يريده حزب الله: مصنع للمقاتلين فقط، ومقبرة لهم ولنا. لبنان الجنّة، يريده حزب الله معبرا للموعودين بالجنة، من متطرفين وقتلة.

اللبنانيون أمام لحظة الحقيقة، وعليهم أن يقرروا إذا كان هذا هو لبنان الذي يريدونه، لبنان جبران باسيل وهانوي، لبنان المرشد الإيراني.. أم لبنان هونغ كونغ، العربي كما ينصّ دستوره وهويّة أهله وتاريخهم.