من مِن زعماء لبنان يستطيع أن يجول بين الشمال والبقاع وبيروت، وربما غدا الجنوب. طبعا، ليجمع الناس على حب الوطن والدعوة إلى انتخاب رئيس له في مجلس النواب، وتسيير عجلة المؤسسات، في حين تنهار الدول والأوطان ومؤسساتها من حولنا.
هل من زعيم في لبنان يجرؤ على النزول إلى الشارع هذه الأيام؟ وهل من شارع في لبنان يهتف للبنان بدل أن يهتف بالموت للشارع الآخر ولرموزه وأصدقائه؟
فبعد طرابلس والشمال، وبعد بيروت الطريق الجديدة وأهلها، حطّ اليوم الرئيس سعد الحريري في البقاع، من سعدنايل إلى زحلة، كان الناس ينتظرونه، ليشدوا على يديه، ويؤكدون له أنهم يقفون إلى جانبه في مشروع الدولة وفي الحلول التي يطرحها لصون لبنان وحمايتهم، عبر انتخاب رئيس للجمهورية، الأمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد، لأنها “خلاص لبنان من كل الأزمات التي نعيشها”، كما قال الحريري أمام أهالي زحلة.
الرئيس سعد الحريري، ومنذ عودته يستمع إلى مطالب الناس يحاور القوى السياسية والشخصيات يجتمع مع الديبلوماسيين يجري الاتصالات. وكل ذلك في سبيل حماية لبنان، وصون قلبه النابض، بانتخاب رئيس للجمهورية وبالتفاف اللبنانيين حول مشروع الدولة، ويواجه لهذا كل الفرامل المحلية والإقليمية، مستخدما رصيده السياسي والشعبي والإقليمي والدولي، في سبيل لبنان، ليحاول حمايته من العاصفة الآتية، ومن الغضب العربي الذي سبّبه حزب الله بأعماله العدائية ضد العرب.
فمَن يستمع إلى صوت لبنان، قبل فوات الأوان؟