لا تِشكَيلي بِبكيلَك، ولا تقلقلي بقلَقلَك. هكذا يمكن أن يستقبل لبنان الأمين العام للقلق بان كي مون، الذي زار البلد الأكثر قلقا في العالم، والوحيد الذي يعيش بلا رئيس للجمهورية منذ عامين، ومنذ 37 جلسة انتخاب من دون تأمين النصاب.
لم يكن يتوقع شارل مالك، حين مثّل لبنان قبل سبعة عقود، في تأسيس الأمم المتحدة، أن يزور الأمين العام لهذه المنظمة الدولية لبنان وكرسي رئاسة الجمهورية مخطوفة في طهران، ومرهونة لأمر حزب لبناني هو حزب الله، ولأسباب إيرانية استراتيجية.
بان كي مون حطّ على أرض يحيطها الغرب بقرار الاستقرار، لكنّها تهتزّ هنا وهناك. فحين تغيب السياسة يحضر الأمن، وكان النهار اللبناني أمنياً بامتياز، وهو يستقبل الوفود الأممية والدولية.
فمن هنا كمين للجيش في عرسال، أوقع شهيدا وثلاثة جرحى، فيما اوقفت قوى الأمن شحنة كبتاغون من مرفأ طرابلس، كانت متوجهة إلى الأردن، وعناصر من سرايا حزب الله في صيدا أطلقت النار على القوى الأمنية في تعمير عين الحلوة، اعتراضاً على إزالة مخالفات.
هي معادلة واضحة: “غاب الرئيس، إِلعَبي يا فوضى”. فبلد بلا رأس، وبأطراف مشلولة، وبعقوبات خليجية بسبب اعتداءات حزب الله، وعقوبات مالية دولية تسللت إلى بعض الحسابات في مصارفه.
هي معادلة واضحة: إذا وُجدَ الرئيس، بطُل التيمّم بالخوف والقلق.