كاد نصر الله أن يقول خذوني. كان مرتبكا في خطابه. لم يكذّب الأخبار عن عدد خسائره البشرية الكبيرة. إنتقد ناشري الأخبار ولامهم واتهمهم بالداعشية. واعترف بخسارته عدداً من المواقع الأساسية في حلب مقلّلا من أهميتها. واعترف بأنه يعيش وضعا عسكريا صعبا. واستعمل كلمة “صمود حزب الله” في حلب، بعدما كان يتحدث عن انتصارات، وعن دحر الثوّار وطردهم من قراهم وبلداتهم في سوريا والعراق.
الأمين العام لحزب الله بدا كالمهزومين. يواسي الجرحى، ويعترف بالقتلى، ويَعِدُ الأسرى بأنّه لن يتركهم. ثم اعترف كذلك بأنّه يعيش ضغوطا مالية، وبرّر ذلك بأنّ مصاريف القوة الإقليمية تختلف عن مصاريف القوة المحلية. وأعلن خوفه على بيئته وجمهوره من العقوبات الأميركية. لكنّه وجّه رسالة تحذير قاسية وواضحة، قائلا: هذا اعتداء نرفضه لن نقبل به ولن نسمح به.
الغارق في الدم السوري، دم الشعب الذي قال “لا” للأسد ونظامه، وأطلق ثورة سلمية طيلة سبعة أشهر، راح يتحدث عن ثورة البحرين السلمية، وهدّد بعمليات انتحارية قائلا: هناك شباب وشجعان وقبضايات ولا ينقصهم شيء لينفذوا عمليات استشهادية.
نصرالله تحدث عن مصطفى بدر الدين وعن ادواره العديدة، لكنه غيب حقيقة اساسية انه المتهم الرئيس في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه. نصرالله تحدث عن كل شيىء، وغيب لبنان الذي بدا وكأنه ولاية ايرانية، حين اعترف ان كل مصاريفه وحزبه يتلقاها مباشرة من ايران موجها كلمات الشكر للسيد علي خامنئي.
كاد الإيرانيُّ أن يقول خذوني. إعترف بالكثير. وَبَعْد: ثورةُ الشعب السوري ستجعله يعترف أكثر وينهزم أكثر.