وجّهت كتلة “حزب الله” بيانا شديد اللهجة إلى “حزب الله”. إذ اعتبرت أن الأزمة السياسية في البلاد قد بلغت حدا خطيرا يتهدد هيكل الدولة بالسقوط على الجميع وهو ما يتطلب حسا عاليا من المسؤولية الوطنية، وخروجا من دائرة المكابرة والمعاندة.
إلى هنا “حلو الكلام”، كما يقال في مصر. لكنّ التكرار يعلّم الشطّار. فكيف يمكن اتهامُ كتلة المستقبل بالتعطيل، مادام المرشّحان 2 لرئاسة الجمهورية، من فريق 8 آذار؟ ومادام المرشحان ونوابُهما لا يحضرون جلسات الانتخاب؟
كتلة “حزب الله”، التي يهدّد إعلامها بخمسين ألف مقاتل من “سرايا المقاومة” لديهم مهمات داخلية، وبآلاف من مقاتلي حماة الديار. هذه الكتلة التي لا تحضر جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، بأي عين تتّهم تيار المستقبل بإجهاض الحلول لإبقاء البلد في دائرة الشلل بانتظار الأوامر الخارجية؟ ألم يعد هناك مكان للعقل؟ ولا مكان لاحترام المنطق؟
كتلة “حزب الله” نفسها نبّهت من أخطار التهميش لمكوّن أساسي في البلاد، لا يمكن أن تنهض أو تستقرّ الحياة السياسية من دون مشاركته… لكن أليس “حزب الله” من شجّع التيار الوطني الحر ليلاً على مقاطعة جلسة الحكومة، ونهارا شارك بوزيريه في الجلسة نفسها؟ بحجة أنّه لا يريد إدخال البلاد في أيّ تصعيد أو استفزاز. ثم إنّ عدم تهميش مكوّن أساسي في البلاد؟ أليس “حزب الله” هو من يعطل وعن سابق تصور وتصميم انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟
قديما كان الطعن في الظهر. أما الآن فالطعن بين العيون، ولا مكان للخجل.