لا أحد يريد الانتباه إلى التغيير العملاق الذي ضرب في بعلبك.
اقرب الى تسونامي شيعي كاد يقتلع مضارب حزب الله في بعلبك والهرمل. ففي معظم البلدات الكبيرة إما خروقات من المعارضة، أو فوز باهت وصغير لحزب الله، بطعم الهزيمة، رغم تحالفه مع بقية أحزاب 8 آذار. فوز بفارق ضئيل عن المعارضين الشيعة لسياساته، لم يتجاوز 700 صوت في مدينة كبعلبك.
أم المعارك كانت بعلبك، مع 46 % من أصواتها ضد حزب الله. معركة تغاضى عنها جزء كبير من الإعلام اللبناني والعربي، خصوصا الإعلام المحلي الذي بات متخصصا في تسويق فكرة انكسار الرئيس سعد الحريري، وفي غسيل الدماغ لادعاء بطولات وهمية في بيروت.
في جبل لبنان أيضا لا يهتم معظم الناشطين بالمعارك. في الساعات القليلة الماضية والآتية سنشهد إعلان لوائح في سن الفيل وجونية ودير القمر والشياح وغيرها من المدن والبلدات الكبيرة. لكن لا أحد مهتم. العين فقط على بيروت.
وفي الضاحية الجنوبية، شجعان قلائل شكلوا لوائح في الغبيري وبرج البراجنة وحارة حريك وغيرها، في وجه الثنائي الشيعي، أملا في التغيير. لكن لا أحد يتابع. والناشطون المتخصصون في شتم الحريرية، والكتاب المتحمسون للتغيير في بيروت فقط، لا تعنيهم أي معركة خارج بيئة الرئيس الحريري. كأنه العمى وقد ضربهم بيث باتوا لا يستطيعون الرؤية خارج مدار الأشعة ما فوق الحمراء، أشعة الوضوح والثقة والصمود، التي تعميهم، ومصدرها بيت المناصفة والحداثة، بيت الوسط.