بعد ما يقارب الست سنوات عاد الرئيس سعد الحريري إلى مكتبه في السراي الحكومي.
ست سنوات صعبة عاشها لبنان، من حكومة القمصان السود، مرورا بالتفجيرات والاغتيالات، وصولا إلى حكومة ربط النزاع، وانتهاء بحكومة العهد الأولى، بعد اكتمال النصاب الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية.
ست سنوات احترق خلالها المشرق العربي والمغرب العربي ووصلت ألسنة اللهب إلى الخليج، مرورا بأوروبا والولايات المتحدة، لكن الرئيس الحريري أدار محركات التسوية، مصرا على تجنيب لبنان الحرائق الدموية.
وبعد عامين ونصف العام من الفراغ، حطت الطائرة في بيروت، حاملة بشارة الحل وأوصلت التسوية العماد ميشال عون إلى بعبدا، والرئيس الحريري إلى السراي الحكومية، ولبنان إلى منطقة محايدة، بعيدا عن النيران، وأقرب إلى الهدوء في بحر من الأمواج الأمنية والسياسية.
اليوم دخل الرئيس الحريري إلى مكتبه وبدأ عمله رئيسا لحكومة جامعة، وغدا الصورة التذكارية وتشكيل لجنة صياغة البيان الوزاري، الذي يتوقع ألا يحمل عقبات في طياته.
الحل اللبناني قد يكون بداية للبننة في دول أخرى. فمن روسيا تم الإعلان عن توافق روسي إيراني تركي على توسيع وقف إطلق النار في سوريا. فهل يكون العام 2017 عام انتهاء النزاعات وتنظيم سكة الحلول؟