علق اللبنانيون اليوم في سياراتهم، لا بل تحطم بعضها، كرمى لعيون سائقي الشاحنات وتحت عنوان: استعمال الطرق مساحة لخلافات ارتدت طابعا مطلبيا. اصحاب الشاحنات صعدوا، فدفع الناس الثمن، لتتحول الطرقات موقفا للسيارات وللباصات التي حشر في داخلها اطفال الحضانات وطلاب المدارس لساعات، قبل ان يعطي وزير الداخلية نهاد المشنوق انذارا لنقابة سائقي الشاحنات لفتح الطرق في كل لبنان.
الوزير المشنوق الذي تشاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، تراس اجتماعا استثنائيا لمجلس الامن المركزي وتقرر الطلب الى القوى العسكرية والامنية المباشرة بدءا من صباح الغد، باتخاذ كافة التدابير والاجراءات اللازمة لمنع اقفال الطرقات الدولية وتأمين حرية تنقل المواطنين وسلامتهم.
اللجوء الى التصعيد في الاحتجاج على قرار وقف العمل بالمرامل والكسارات، تزامن مع عدم انعقاد مجلس الوزراء وفي ظل السجال بشأن قانون الانتخاب، ووسط اسئلة الناس عن الحق المعطى لاصحاب المطالب النقابية باللجوء الى اقفال الطرقات وتهديد مصالح الناس، لا بل الاعتداء عليهم في بعض الاحيان.
واذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي قد امتلأت طيلة النهار بايحاءات واسئلة عمن يقف وراء اقفال الطرق نقل نواب الاربعاء عن رئيس مجلس النواب نبيه بري استياءه وادانته لقطع الطرق مذكرا بموقفه من الكسارات والمرامل التي شوهت الطبيعة واضرت وتضر بالبيئة.
في الشان الانتخابي، وبانتظار ما ستؤول اليه الاتصالات بشان التوافق، امل رئيس مجلس النواب في ان تؤدي الجهود المبذولة الى التوصل لاتفاق على قانون جديد، معتبرا ان جلسة الخامس عشر من ايار هي لتفادي الفراغ القاتل.
ومنذ بعض الوقت عقد لقاء في عين التينة بين الرئيس نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، للتشاور في تطورات الاوضاع، وفي الشان الانتخابي.