هي قمة استعادة الدور العربي، واستعادة التوازن في المنطقة، بعدما صدق بعض الغرب، لسنوات طويلة، أن الإرهاب الإيراني يمكن أن يحارب الإرهاب المتطرف، وأن إيران تحمي الأقليات، قبل أن يكتشف الأميركيون والأوروبيون أن التدخلات الإيرانية في الدول العربية، هي التي تغذي الإرهاب وتوجد له المبررات والأسباب والنتائج.
وإعلان قمة الرياض لم يكن قاسيا فتمسك لبنان بسياسة النأي بالنفس، وتجنيب البلاد تداعيات الحروب المحيطة، لا يلغي التزام لبنان بموجبات التضامن العربي، وبأن لبنان جزء لا يتحزأ من العالمين العربي والإسلامي الذي اجتمع في الرياض، وأطلق رؤية تاريخية تلتقي مع رسالة لبنان في التسامح والتعايش المشترك ونبذ التطرف.
ومن الواضح، ان ما يزج لبنان في أتون التجاذبات الخارجية، وفي الخروج عن موجبات النأي بالنفس، هي الجهات التي تصر على اعتبار نفسها في منأى عن التزام الاجماع الوطني، واعطاء نفسها حقوقا تفوق حقوق الدولة بالمشاركة في الحروب الخارجية، وخدمة اجندات إقليمية، على صورة ما يجري في سوريا والعراق واليمن والبحرين وغيرها.
هذه الجهات التي تواصل مسلسل شتائمها، قبل القمة وبعدها، يوميا ضد المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، هو سبب إضافي وموجب لما صدر من القمة تجاه ايران وسياساتها، ويقع في سياق ادلة الاتهام السياسية التي تعطي الدول العربية والإسلامية حق الرد على النهج الايراني المتبع في تغذية النزاعات المذهبية، وتأجيج الصراعات الاهلية في بلدان المنطقة.
وما تصريح الرئيس الإيراني روحاني سوى تأكيد لصوابية القمة وبيانها الختامي، إذ وصف القمة بأنها مسرحية استعراضية لا قيمة سياسية لها. وقال إن الادارة الاميركية لم تسع مطلقا الى محاربة الارهابيين، ومن مول الارهاب لا يمكن ان يدعي مكافحة الارهاب.