انه الواقع الضبابي بدون منازع، وان محاولات عكس اجواء تفاؤلية فيها من الافراط اكثر ما فيها من الحقيقة الكاملة، ومحطة الغد التي اشبع اللبنانيون من التعويل على ايجابياتها يخشى ان تتحول الى محطة صادمة رغم الكلام الايجابي الذي سيصدر عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
ضرب المواعيد والارتكاز على محطات اجتماعية لن يأتي ثماره اذا لم يكن تتويجا لاتفاق تتوصل اليه الاطراف الاساسية العاملة على خط التفاوض، وهذا على ما يبدو سيضيف عوامل عدم ثقة لدى اللبنانيين خصوصا مع استنباط شروط جديدة كل يوم تؤخر ولا تقدم في لعبة التفاوض، وتعيد للاذهان صورة المحطة المستعارة من مسرحية الاخوين الرحباني الـ ” التران بيمشي فيها بلا خط”.
ما هو اوضح الى الان ان القانون النسبي وفق الدوائر الـ 15 بات امرا مسلما به، بعدما سلمت الغالبية الى الان بسقوط الستين، لكن اين تكمن قوة التوافق اذا كانت التفاصيل الاساسية لم يشملها بعد التوافق هذا وابرزها عتبة النسبية في القانون واصرار التيار الوطني الحر على خفض المقاعد النيابية من 128 الى 108 ما قد يفتح الشهية على مطالبات بتعديلات دستورية تطال اكثر من مادة.
والرئيس نبيه بري الذي حدد السقوف المقبولة والمرفوضة وطنيا، نقل عنه نواب الاربعاء انه ما زال ينتظر نتائج الاتصالات الجارية بشأن قانون دوائر الـ 15، ويأمل في التوصل الى التوافق عليه في اقرب وقت ممكن لكن هذا الوقت الاقرب الممكن رأت فيه مصادر وزارية انه لن يكون قبل عام.
فيما الوزير المشنوق جزم ان الامر يحتاج بالتأكيد الى اكثر من 3 اشهر، فهل تحدث اعجوبة ويسير “الترين” على السكة الحقيقية؟ ام ان قطع تذاكر السفر سيكون الى وجهة اخرى مجهولة؟ حتى موعد التاسع عشر من حزيران “كل شي متوقع”.