هدوء قابل للخرق في عين الحلوة، لأن النار لا يعرف كيف أطلقت، وليس معلوما لماذا أوقفت، ومن هي الجهات المحركة لمخيم دجج بالسلاح وما دام السلاح صاح داخل عين الحلوة، والتنظيمات الارهابية والمعتدلة ناشطة على حد سواء.. فإن الوضع الامني مؤهل لاستئناف عجلة ناره متى دارت المحركات…
وقد تطايرت الاتصالات الرئاسية والحزبية فتحاويا وحمساويا ولبنانيا لتثبيت وقف اطلاق النار والسعي لحل امني لا يدخل الجيش اللبناني في أتون الصراع الفلسطيني- الفلسطيني والارهابي المسلح.
وشبكة الهواتف المحمولة بين بيروت ورام الله رافقتها اجتماعات تنسيقية بإشراف أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات.
وتم الاتفاق على تحصين وقف اطلاق النار, وسحب المسلحين, وتثبيت الاستقرار تمهيدا لعودة النازحين الى منازلهم، وتشكيل لجنة تحقيق رباعية من فصائل المنظمة والتحالف والقوى الاسلامية والقوة المشتركة.
ولكن كل هذا سيبقى مجرد مسكنات على جسم المخيم المريض، طالما ان هذه البؤرة تؤوي منذ ربع قرن كل انواع الارهاب الهارب من وجه العدالة..
فهناك يتلطى ابو محجن احمد عبد الكريم السعدي قاتل القضاة الاربعة في محكمة صيدا منذ اربعة وعشرين عاما..
وهناك ايضا مجموعة بلال بدر المنحدرة من سلالة القاعدة والمتهمة باغتيالات لكوادر فلسطينية..
هذا عدا عن تحول فتح الى فتحاويات عدة داخل المخيم وتشتت بعض فصائلها وكل ذلك من شأنه أن يسعر الاوضاع الواقعة على بقعة زيت تتمدد الى داخل صيدا وتهدد امنها .
وبعد تلميحات الى دور لحزب الله في اشتعال نيران المخيم.. خرج الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله معلنا الغضب على سياسة التفاهة وعلى اعلام يروج لهذه الاكاذيب..
وقال إنه ليس مخولا ولا يريد شرح ما يجري في عين الحلوة، لكنا لسنا مسؤولين عن المعركة، ولا علاقة لنا بها لا من قريب ولا من بعيد، ونعمل مع كل المرجعيات لوقف هذا الاقتتال الذي يؤلمنا ويؤذي مشروع المقاومة في لبنان والمنطقة، ويمس بآلامنا وآمالنا.
وفي جريمة المرفأ اعتبر نصرالله ان من ضيع الحقيقة هو الذي سيس هذه الحادثة منذ اليوم الأول.. متحدثا عن وسائل اعلام قال إنها خبيثة، خرجت منذ اللحظة الأولى لاتهام حزب الله بتفجير المرفأ، وأدخلوا التفجير في الصراع الاقليمي والدولي، ثم قفزوا لتصفية الحساب مع كل الآخرين…
وفيما يستعد لبنان وبيروت تحديدا لاحياء الذكرى الثالثة لجريمة المرفأ.. أقيم قداس لراحة أنفس الضحايا اليوم ترأسه البطريرك الراعي، الذي طالب الدول الاجنبية بتسليم لبنان ما لديها من معلومات وتحقيقات وصور التقطتها اقمارهم الصناعية..
وقال: لا بد من فتح كوة في هذا الجدار لكن الكوة تسدها جدران سياسية عالية الاسوار، وتكف يدي المحقق العدلي طارق البيطار عن الملف، وترمي بارواح الاحياء على ارصفة الانتظار.. اذ لم ينصفهم قضاء محلي، فلجأ بعضهم الى القضاء الدولي ثلاث سنوات على الرابع من آب،
والحقيقة “منيمة” عن فعل قصدي وتمنع العدل من اتخاذ مجراه، في بلد صادرت فيه القوى السياسية العدالة وميزانها بيروت ومنذ عصفها في 2020 وهي تحيا الرابع من آب كل يوم.. وتقف ضائعة امام حقيقة ادخلت الى متاهات سياسية تمتهن فن التعطيل وصناعة الجرائم بشريا وماليا وسياسيا.