في خامس الاشهر للحرب الصهيونية العبثية، عادت القوافل الديبلوماسية الغربية للتحرك بمهمات جديدة، وكما اول الايام لاسناد تل ابيب في حرب الابادة ضد غزة، كذلك اليوم لانقاذها من نفسها..
وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن في الطريق، سبقه مستشار الرئاسة الاميركية عاموس هوكشتان، وبالتزامن وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورني، وسيأتي آخرون على بساط السرعة لاسناد السلطة الصهيونية المهتزة على شتى جبهات المواجهة..
على ان اصعب جبهاتها اليوم تلك الداخلية، حيث وصلتها ارتدادات الميدان الذي اذل جيشا كان لا يقهر، فاستحالت الهزيمة مفخخات سياسية تهدد حكومة بنيامين نتنياهو الباحث عن ضمانات شخصية بعد ان فقد كل امل بالانجاز رغم مكابرته لشهور وايام..
وفي اليوميات العبرية، خلط الحابل السياسي بالنابل الامني والعسكري، ودخلت المعسكرات في صراع كبير تترجمه كل يوم التصريحات المتضاربة بين قادة الحرب انفسهم. وبات الاشتباك المباشر صريحا بالعبارات الثقيلة من نوع اتهام وتخوين، مع بدء استسلام المجتمع الصهيوني لنظرية الذهاب الى اتفاق مرير لوقف الحرب واعادة اسراهم من رمال غزة المتحركة..
هي حرب سياسية كتلك الميدانية، لن يأخذ منها الاميركي والصهيوني ما عجزوا عن اخذه بحربهم العسكرية، وهي الثابتة المرفوعة على الشواهق في شتى سوح القتال، من غزة الصامدة الى جنوب لبنان، واليمن وسوريا والعراق وكل ميادين النزال..
فيما تؤكد المقاومة انها غير معنية بانزال الصهيوني عن اعلى اشجاره اليابسة، وان اصر البعض في العالم والمنطقة ان يسقيها بدعم غير محدود املا ببرعم جديد يسمونه نصرا..
ومن جديد تؤكد غزة كما كل يوم، ان لرجالها ونسائها واطفالها حاسم الكلام، وان الصابرين فوق التراب وبين الركام لن يهزمهم جمع الاعداء، وهم اهل اليقين بان النصر صبر ساعة آتية لا محالة..
اما ساعات اللبنانيين المعقودة على مواقيت الشهداء والمقاومين فقد زخرت بالمواقف التي جددها الجنوبيون المشيعون لشهدائهم الابرار من عيترون الى الطيبة والطيري ويارون، كما كانت بليدا في الامس واخواتها غدا وكل يوم على امتداد الوطن الذي يعتصر الوقت ايذانا بالفرج المقبل بكل حال.
فرج ممزوج بالنصر، وان انكره بعض الجاحدين، فهو هاجس الصهاينة جنودا ومستوطنين، الذين سلموا للواقع قائلين: لا نصدق حكومتنا، فحزب الله فرض حزاما امنيا في الشمال، وعلينا اعادة الحساب..