IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الجمعة في 21/4/2023

المبادرة الفرنسية تتهاوى، لكنها لم تسقط نهائيا بعد. فثمة من يتشبث بها : ان في الداخل او في الخارج خصوصا باتريك دوريل ، بيان وزارة الخارجية الفرنسية فتح صفحة جديدة في الاستحقاق الرئاسي، اذ بين ان باريس وان كانت تؤيد وصول سليمان فرنجية الى قصر بعبدا، لكنها لا تستطيع ، بتأثيرها المحدود، ان ترغم اطرافا خارجيين وداخليين على السير بطرحها. من هنا فان حراكا برلمانيا داخليا بدأ لرسم اتجاه آخر للمعركة الرئاسية. ينطلق الحراك من مبدأ ان قوى السلطة وقوى المعارضة المشتتة اثبتت انها لا تملك القدرة على الحسم. ذاك ان مرشحي (2) الموالاة والمعارضة المشتتة لا يمكنهما ان ينالا في افضل الاحوال اكثر من خمسين صوتا. وبالتالي فان هناك كتلة وازنة من ثلاثين نائبا تقريبا يمكنها ان تقرر، وهؤلاء النواب هم من المعارضة. من هنا بدأ حراك يتبلور للتوصل الى اسم ثالث، اي غير ميشال معوض وسليمان فرنجية، يمكن ان يجمع قوى المعارضة المشتتة، كما يمكن ان يجذب بشكل أو بآخر بعض قوى السلطة. فهل ينجح هذا الخيار في كسر الحلقة المفرغة، وفي تظهير صورة الرئيس العتيد قريبا؟

مهما يكن، الثابت ان فرنجية ليس في وضع مريح. فهو ينتظر دعما من المملكة العربية السعودية لن يأتي على الارجح . وحتى لو اتى، فان الامر لن يحل مشكلته. فالقوى المسيحية الثلاث الرئيسية اي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب، ترفض بقوة وصوله الى سدة الرئاسة الاولى، وهو ما عبر عنه بوضوح اليوم عضو تكتل الجمهورية القوية انطوان حبشي، اذ قال ان القوات اللبنانية لن تنتخب سليمان فرنجية، ولن تؤمن النصاب لانتخابه مهما كان الموقف السعودي. موقف القوات يتلاقى مع موقفي التيار الوطني والكتائب. ففي هذه الحال ماذا يستطيع ان يفعل فرنجية؟ وهل يتحمل ان يصل الى رئاسة الجمهورية من دون غطاء مسيحي وازن؟ لعل هذا الامر هو ما دفع فرنسا الى تليين موقفها ظاهرا. فهي تعرف ان القوى الاقليمية والدولية المشاركة في الاجتماع الخماسي لا تجاريها في خيار فرنجية. كما تدرك من جهة ثانية ان فرنجية لا يملك داخل بيئته المسيحية القوة اللازمة ليُنتخب وليحكم. ربما لهذا السبب اعلنت الخارجية الفرنسية بالامس : الى الوراء در. فهل يؤدي التراجع الدبلوماسي الفرنسي الى تقدم الاستحقاق الرئاسي؟