في كل مرة على نفسها تجني “براقش … اسرائيل” ولاسيما في الميدان الحدودي مع لبنان الذي كان في الساعات الأخيرة شاهدا على جولة جديدة من التصعيد.
الجولة بدأت باغتيال العدو اربعة مقاومين أحدهم قيادي ميداني في غارة حربية على بلدة جويا.
لم تمر ساعات إلا وجاء الرد المقاوم القوي على شكل صليات صاروخية كثيفة انهالت على طول الشمال الفلسطيني المحتل وعرضه
وأحصت وسائل الاعلام العبرية سقوط اكثر من مئة وسبعين صاروخا في نحو ساعة واحدة توزعت على مواقع ومنشآت عسكرية وصناعية وبلغت عكا وصفد وصولا الى طبريا للمرة الأولى منذ الثامن من تشرين الأول الماضي.
ولفتت وسائل الاعلام العبرية نقلا عن المصادر الأمنية والاعلامية الاسرائيلية الى ان هذه الضربة الصاروخية هي الأكبر من حيث العدد والنوع وقد ادت الى انقطاع التيار الكهربائي واندلاع حرائق ضخمة.
الوضع الصعب الذي بات يعانيه المستوطنون عكسه أحد مسؤولي المستوطنات بقوله إن سكان الشمال يرتجفون خوفا فيما تبث محطات التلفزيون الاسرائيلية برامج عن الطعام “ويبدو ان الدولة الشمالية ليست تابعة لإسرائيل والحكومة بعيدة عن الواقع”.
والواقع ان القواعد الردعية التي ارستها المقاومة تفعل فعلها في كيان العدو حيث قال مسؤول اسرائيلي اليوم “اننا نخشى مهاجمة البنية التحتية في لبنان لئلا يقصف اللبنانيون اهدافا بعيدة المدى في اسرائيل”.
وفي بيروت أطل الرئيس نبيه بري على المشهد الميداني بمقاربة قال فيها: “منذ اليوم الأول تصلنا رسائل تبدي تخوفها من توسع الحرب وهذا صحيح لكن “نحنا ما بنخفش ومعودين على التهديدات مشيرا الى ان من إنجازات المقاومة في هذه الحرب ان السماء لم تعد لهم وحدهم في اشارة الى الصهاينة.
ومن خارج لبنان برزت تصريحات لوزير الخارجية الايراني بالإنابة علي باقري كني قال فيها “اننا ننصح اسرائيل بعدم السقوط من حفرة غزة الى بئر لبنان”.
وفي ما يتعلق بالعدوان الاسرائيلي على غزة يتقدم مسار مقترح الهدنة الذي اعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن.
وفي جديد هذا المسار سلمت حركتا حماس والجهاد الاسلامي بإسم الفصائل الفلسطينية الرد على المقترح الى الوسطاء المصريين والقطريين الذين يدرسونه تماما كما تفعل الولايات المتحدة حيث قال البيت الأبيض إنه سيأخذ الوقت الكافي لتقييم رد حماس بالطريقة المناسبة ومن ثم معرفة الخطوات التالية.
وفيما اكدت حماس ان الرد على المقترح يشدد على ضرورة وقف العدوان على غزة بشكل متواصل نقلت وكالات انباء عالمية عن مصدر مطلع على المباحثات ان الرد الفلسطيني تضمن تعديلات في الجدول الزمني لوقف اطلاق النار الدائم.
وبانتظار الاتجاهات التي ستنحوها جبهتا جنوب لبنان وغزة تنشغل الساحة الداخلية بالجولات السياسية المتصلة بالملف الرئاسي المتعثر.
وفيما أنجز الحزب التقدمي الاشتراكي الجولة الأولى من حراكه باتجاه الكتل النيابية واصل التيار الوطني الحر لقاءاته معها فاجتمع رئيسه النائب جبران باسيل اليوم مع رئيس الحزب التقدمي النائب تيمور جنبلاط وكتلة الاعتدال.
هذه الحراكات أدرجتها مصادر سياسية في خانة الإيجابيات آملة ترجمات عملية لها.
في شأن منفصل فإن مجلس الوزراء على موعد مع جلسة بعد غد الجمعة في رصيدها تسعة وعشرون بندا أبرزها الدراسة التي أعدها البنك الدولي حول اثر النزوح السوري على لبنان.