في اليوم الثالث لسريان الهدوء في قطاع غزة تنامى الحديث عن مساع لتمديد الهدنة بين العدو الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية فهل تنجح هذه المساعي أم تفشل فيستأنف العدوان الذي لم تتوقف إسرائيل عن التهديد به؟!.
جانب رئيسي من هذه المساعي تتولاه مصر التي أكدت بعض المصادر فيها أنها تلقت مؤشرات إيجابية من كل الأطراف لتمديد الهدنة. اليوم الثالث للتهدئة يشهد الإفراج عن دفعة جديدة من المعتقلين الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين والأجانب. هؤلاء الأجانب ربما يكون بينهم حملة جنسية أميركية وفق ما توقعت وسائل إعلام عبرية. وكانت الدفعة الثانية للمحتجزين والمعتقلين المفرج عنهم قد أنجزت في وقت متأخر من الليل بعد مماطلة إسرائيلية وشملت ثلاثة عشر إسرائيليا وأربعة أجانب مقابل تسعة وثلاثين من النساء والأشبال الفلسطينيين. هولاء المحررون والمحررات تنفسوا عبق الحرية وعادوا إلى أحضان عائلاتهم بعد غياب في غياهب المعتقلات أمتدت لستة عشر عاما بالنسبة للبعض منهم. وقد استقبل العائدون باحتفالات عارمة في الضفة والقدس بالرغم من كل محاولات العدو منع مثل هذه المظاهر التي تعكس روح الإنتصار لدى الفلسطينيين. وقد وصل الأمر بجيش الإحتلال إلى حد إقتحام منازل بعض العائدين إلى رحاب الحرية كما هو الحال بالنسبة للمحررة إسراء جعابيص التي تحول منزلها في جبل المكبر بالقدس إلى ما يشبه ثكنة عسكرية!!.
وبينما كانت الضفة الغربية تحتفل بالمعتقلين المفرج عنهم أمعن جيش الإحتلال في إقتحام العديد من مدنها ومخيماتها. وقد تصدى الفلسطينيون لقواته ما أدى إلى سقوط سبعة منهم شهداء في جنين والبيرة وقباطيا. على الجبهة الجنوبية اللبنانية استمر الهدوء لليوم الثالث إرتباطا بالهدنة في غزة وحل محل القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي تحليق مكثف للطيران المعادي ولا سيما التجسسي في اجواء الجنوب.
الهدوء أفسح المجال أمام الكثير من قوافل المواطنين للعودة إلى قراهم وتفقد ممتلكاتهم واللحاق بمواسمهم الزراعية.
أما في الجانب الآخر من الحدود فبدت المستعمرات خالية من أي حركة للمستوطنين الذين ما زالوا نازحين ولم يجرؤوا على العودة خشية تجدد المواجهات العسكرية.
وفي هذا السياق أكد وزير الدفاع الأميركي خلال إتصاله بنظيره الإسرائيلي إهتمام الولايات المتحدة بمنع توسع الصراع في غزة إلى لبنان.