بعد بكير كتير. ثلاث كلمات تختصر المشهد الرئاسي حاليا، بعيدا عن الحملة المكشوفة للترويج بأن الامور حسمت، وان ما بقي مجرد تفاصيل. فانتخاب الرئيس الجديد حتى يتم، لا يزال يتطلب، كما منذ اليوم الاول لبدء المهلة الدستورية، العبور في ثلاث محطات:
المحطة الاولى ميثاقية، حيث لا يمكن بأي شكل من الاشكال تجاوز المكون الذي ينتمي اليه رئيس البلاد، ومن المستحيل ان تعود عقارب الساعة الى الوراء في هذا المجال، وإلا تحمل الطرف المسيحي المتنازل المسؤولية امام الرأي العام والتاريخ.
المحطة الثانية، اقليمية ودولية، اذ لا رئيس في هذه المرحلة بلا رعاية معروفةْ الاطراف، وطالما لم يُحدد موعد انتخاب رئيس، ولم يعدل افرقاء الداخل المتأثرون بهذا الطرف الخارجي او ذاك في مواقفهم، فهذا يعني حكما ان الرعاية المطلوبة لم تتأمن بعد.
اما المحطة الثالثة والاهم، فخارطة الطريق الانقاذية. اذ لا يكفي ان يدلي اي مرشح ببضع كلمات وعبارات يكرر فيها كلاما معروفا، لا يقدم ولا يؤخر، حتى يصبح مؤهلا للرئاسة. فكيف اذا شبه سهوا على الارجح، القوى المسيحية المعارضة له بداعش؟
بعد بكير كتير.
فلا غالبية ممثلي المكون المسيحي بدلوا رأيهم، على حد علم مناصريهم، ولا الافرقاء الخارجيون المعنيون عدلوا في توجهاتهم، ولا المرشح المعني اصلا قدم طرحا، الا الماضي غير المبشر والحاضر المحبط للاصلاح.
بعد بكير كتير. هذا بالنسبة الى الملف الرئاسي. اما في ملف التحقيقات الفرنسية مع رياض سلامة، فلم يعد بكير… حيث كشفت وكالة رويترز اليوم ان ممثلي الادعاء الفرنسي ابلغوا حاكم مصرف لبنان انهم يعتزمون توجيه اتهامات اولية ضده بجرائم الاحتيال وغسيل الاموال.