IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “المستقبل” المسائية ليوم الاربعاء في 29/7/2015

future

المنطقة تغرق في النار والدم، ولبنان يغرق في النفايات وفي الفوضى، على مشارف أسبوع ثالث من أزمة الزبالة. التي بدأ حلها في بيروت اعتبارا من هذا المساء.

شهيد من الجيش السعودي شرق السعودية بعد هجوم مسلّح، وتفجير في صنعاء، وتفجير قرب سامراء في العراق، ومجددا غارة إسرائيلية في القنيطرة تردد ان من بين ضحاياها احد كوادر حزب الله. الحزب الذي واصل تشييّع قتلاه الذين يسقطون في سورية، مصرّ على ربط مصير لبنان بانفجار المنطقة وتفجيراتها.

أما الجديد فهو شهيد للجيش اللبناني في بيروت. رغم أنّ الدماء في كلّ مكان، إلا أنّ حصّة لبنان منها مؤلمة، لأنّها باتت بعيدة عن السياسة. بات بعض اللبنانيين أكثر إرهاباً من جيوش الديكتاتور أو متطرّفي العقائد الدموية. كلّما اختلف اثنان يحمل أحدهما السلاح ويقتل الآخر. كما لو أنّ كلّ مختلفَيْنِ هما قابيل وهابيل، أخوان يقتلان بعضهما البعض لأسباب تافهة، ويأكل الندم وجوه المشاهدين.

بات الإرهاب في دماء اللبنانيين، الغارقين في النفايات من جهة، وفي الحقد والغضب الأعمى من جهة أخرى. وبعد جورج الريف ها هو المقدّم المغوار في الجيش اللبناني ربيع كحيل يسلم الروح بعد ثلاثة أيّام من النزيف، بسبب خلاف فرديّ بين بدادون والقماطية.

انتشار ثقافة السلاح وفوضاها، وتعميم ثقافة الإفلات من العقاب، وتقزيم القانون ليصير على مقاس قدّيسين وشياطين، كلّ هذا جعل من بعض اللبنانيين وحوشاً بشرية تأكل بعضها لأتفه الأسباب.

رحم الله المقدّم كحيل، وليرحم الله بقية اللبنانيين الذين لسان حالهم: إذا كان مقدّما في الجيش لم يجد من يحميه، فمن سيحمينا؟