تظاهرة “بالجملة”، ومطالب “بالمفرق”. هكذا يمكن وصف مشهد اليوم في ساحة الشهداء. فمن حل أزمة النفايات إلى إسقاط النظام، مرورا بانتخاب رئيس وإقرار قانون انتخاب خارج القيد الطائف. وما بين ذلك من شعارات تبدأ بإصلاح الجامعة اللبنانية وتعزيز التعليم الرسمي، ولا تنتهي بحقوق المرأة، وحتى بمطالب المثليين، بدا أن ما يجمع عليه المشاركون هو أمران: الأول عام، ويتمثل بالغضب الشعبي العارم من غالبية الطبقة السياسية. غضب أعمى بصيرة البعض عن التمييز بين الصالح والطالح، وبين الفاسد المكشوف والمعروف، والتغييري- الإصلاحي الذي تشهد شعاراته وممارساته له، وليس عليه.
أما الأمر الثاني، فعملي، وتعبر عنه النقمة على “المشنوقين”، لتحمل أولهما مسؤولية التعرض للمتظاهرين قبل أيام، ولتلكؤ الثاني في القيام بما عليه لمعالجة أزمة النفايات، مع تحديد مهلة 72 ساعة، وإلا المزيد من التصعيد.