منسوب التوتر السياسي يرتفع في سباق محموم مع عودة منسوب النفايات الى الارتفاع في الشوارع والمدن والقرى.
واذا كان ملف النفايات هو الأكثر ايلاما وأذى على الصحة العامة وعلى سمعة البلاد وسياحتها ويتطلب عملا سريعا غير مؤمن حتى الساعة ولا في المدى المنظور فان الوضع السياسي الذي لا رائحة له هو اكثر خطورة وليس في الأفق ما يشير الى حلول له عاقلة وحكيمة تصنع في لبنان والحكومة تترنح بين السقوط الممنوع والتعطيل الكامل.
وللمقارنة بين المشكلتين النفايات تقتل الانسان والاقتصاد لكن ضرب المؤسسات يقضي على الدولة.
وسط هذه الضائقة المركبة يجتمع مجلس الوزراء الأربعاء بلا أفق وأفكار مجدية للحلول. وتأتي مشكلة المواقع القيادة في الجيش لتزيد الأفق انسدادا، فالعماد عون يلوح بالشارع على هذه الخلفية ويرفض اللجوء الى تمديد خدمة رئيس الأركان وفي ما بعد قائد الجيش ان لم يحظ أي اسم من اللائحة التي سيطرحها وزير الدفاع باجماع مجلس الوزراء ما يعطي الحق للوزير مقبل بتأجيل التسريح. وستساعد جرعة الدعم الميثاقي التي أعطاها الرئيس بري للحكومة ورئيسها وهو ينطق علنا بما يقوله حزب الله في السر في استيعاب الغضب العوني.
أما النفايات فملف كارثي مفتوح، وحدها موجة الحر من الله.