أجمل المفارقات اللبنانية وأقساها سُجل اليوم على طاولة الحوار. أو على طاولتي الحوار، الظاهرة والمخفية، العلنية والسرية … على الطاولة العلنية كانت مفارقة أولى سجلها حزب الله وحزب الكتائب اللبنانية. ذلك أن الحزب المتهم بأنه حزب ولاية الفقيه، أعلن ممثله على طاولة الحوار اليوم، أنه يريد رئيساً للجمهورية يكون الأقوى في بيئته، والأكثر تمثيلاً لجماعته. لا بل ذهب النائب محمد رعد أبعد، إذ أعلن أن حزب الله يريد رئيساً يشكل انتخابه ورئاسته وعهده، رسالة طمأنة وثقة ورسوخ وبقاء لكل مسيحيي الشرق … فجاءت المفاجأة من رئيس حزب الكتائب بالذات. حزب شعارات الاستقلالين، وحزب بيار الجميل الأول والثاني، أعلن أنه يرفض رئيساً مسيحياً قوياً. ويطالب برئيس توافقي وسطي .. ثنائي الوجه واللسان … مدور زوايا … مسبع كارات … حتى انفجر وليد جنبلاط ضاحكاً وهو يرد على سامي الجميل: إيه رح نجبلك رئيس من الصين! ثاني المفارقات اليوم، أن وليد جنبلاط نفسه، أقر بمبدأ النسبية عند مناقشة قانون الانتخابات. حرصاً منه على صحة التمثيل وعلى فتح ثغرة في مأزق النظام القائم. فيما ظل أكثر المستفيدين من النسبية صامتين. لا لشيء، إلا لأن ولي أمرهم ونعمتهم سكت، وهم على مذهب الولي … تبقى المفارقة الأكثر مأساوية، ما كان حاضراً على طاولة الحوار السرية. تلك التي شهدتها الخلوات الجانبية واتصالات الخلوي وخلان آخر زمان… ففي تلك المداولات كان المطروح أمراً واحداً: التمسك بشامل روكز، حرصاً على ما تبقى … وهنا أيضاً كانت الكيدية والمناورة والأحقاد سيدة الموقف… كيف؟ كل التفاصيل بعد ثوان