كما في أفلام الـaction، نُزع فتيلُ القنبلة الموقوتة في اللحظات الأخيرة… طيلةَ مشاهد الفيلم، كان السباقُ جارياً بين عَدّاد التفجير وبين أبطال الفيلم الساعينَ إلى العثور على مكان القنبلة وزِرِّ ساعةِ توقيتها، لوقف العد التنازلي …هذا تماماً ما حصل اليوم. مع فارِق أنّ الحدث لم يكن فيلماً خيالياً، بل شيءٌ من تلفزيون الواقع… القنبلة كانت إمكانَ حصولِ جلسةٍ تشريعية بلا المسيحيين. والعدّاد كان مثبّتاً على صباح الخميس. أما كبسةُ زر التعطيل فجاءت على أيدٍ كثيرة …ففي معلومات الـotv، أنّ رئيسَ الحكومة السابق سعد الحريري بادر ليلَ أمس لنقل اقتراحاتِه للمعالجة إلى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. بعد منتصف الليل، انتقل موفدُ العماد عون، النائب ابراهيم كنعان، إلى معراب حيث استمرت المفاوضات حتى ساعاتٍ متأخرة. فجرَ اليوم، كانت الحصيلةُ في الرابية. ففُتِحت الخطوط الهاتفية مجدداً بين مقر الجنرال والرياض حيث الوزير جبران باسيل، كما مع عين التينة وبكركي ومعراب مجدداً…بعدَ الظهر، وفيما كان الحريري يجسّد تعهدَه حول مشروع قانون الجنسية، نَضَج الاتفاقُ الشامل… وبحسب معلومات محطتِنا، فهو يتضمن الآتي:أولاً، إقرارُ قانون الجنسية كما أُحيل إلى الهيئة العامة. وهو إنجازٌ تاريخي انتظره اللبنانيون ثمانين عاماً.ثانياً، إقرارُ قانون تحرير أموال البلديات، الذي قدّمه عون سنة 2012 بلا حسوماتٍ ولا سوكلين، ما يؤمّن لصناديق تنميتِها نحو ألفي مليار ليرة.ثالثاً، إقرارُ سلسلة القوانين المالية الضرورية، والتي تحوز على إجماع القوى السياسية.رابعاً، الاتفاقُ على سحبِ توصيةٍ سابقة للمجلس حول عدم أولوية قانون الانتخاب، وذلك بناءً على طلبِ ممثلي تكتل التغيير والإصلاح.خامساً، تشكيلُ لجنةٍ نيابية مصغّرة، مع مهلةِ شهرين لإعداد قانون انتخاب وإقرارِه، وإلا لا تشريع، كما تعهد الحريري ووافقَه الجميع…في النهاية، ما حصل اليوم كان انتصاراً لا لطرفٍ، بل لفكرةِ مشروعِ وطنٍ ودولة. انتصرت الميثاقية، فانتصر لبنان… انتصارٌ تزامن مع دعوةٍ لافتة للسيد حسن نصرالله إلى تسويةٍ شاملة، للرئاسة والحكومة والمجلس وقانون الانتخاب. لذلك قال العماد عون: مبروك!