IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “OTV” المسائية ليوم السبت في 14/11/2015

otv

 

 

حتى لو بدأ الكلام على تواريخَ ومهل، الحلُّ في سوريا مؤجل وبعيد. والدليل، أن أياً من القوى المتنازعة على الأرض لم يحقق حتى الآن، خرقاً يمكِّنُه من فرض شرط على طاولة التفاوض، ولو أن الأكيد أن مسار الميدان يصبُّ في مصلحة الدولة السورية وداعميها. وفيما أُضيف يوم جديد إلى أيام الذهول السوري بحجم الخراب والدمار وهول الحزن والموت، وفي وقت يلملم لبنان آثارَ جريمة برج البَراجنة ويودع الشهيدَ تلو الشهيد، يقف الغرُب مذهولاً أمام هجماتٍ أدمت قلبَ باريس، التي دفعت باسم العالم أجمع، وللمرة الثانية في أقلِّ من عام، ثمنَ تجاهلٍ مزمن لخطر الإرهاب، لا بل ثمنَ التشجيع عليه باسم ثورات الحرية التي لفَّت العالم العربي منذ سنوات. وعلى هذا الموضوع بالتحديد، نترك الكلامَ لميشال عون، الذي توجه قبل نيفٍ وربع قرن إلى الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران في رسالة شهيرة مؤرخة في 29 تشرين الأول 1989 بالقول: “لقد ولدت وترعرعت في بلدة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وكان العديد من زملائي في المدرسة من المسلمين، وكنت مسيحياً. في المناسبات الهامة كالأفراح والأتراح، كنا نجتمع ونتردد معاً، بقلب واحد، إلى الكنيسة والى المسجد، وهذا الإرثُ من التعددية الطائفية هو بالضبط ما يريدون إلغاءَه في لبنان. إن القبول بزوال لبنان يعني التخلي عن أرض لطالما كان فيها هذا الحوار أكثر من واقع يومي مُعاش. كان ثقافة ً جوهرية، وطريقة ً للوقوف أمام العالم. والتاريخ سيحاسبُنا يوماً على أعمالنا. فمن أجل هذه الفكرة، ومن أجل ان تسود، أقاتل اليوم، وأيُ خسارة هنا الآن لن تكون من دون انعكاسات عليكم في الغد”. يومَها، لم يسمع أحد كلامَ عون. أما اليوم، فقد حان الغدُ المقصود. والرسالة إلى ميتران لا بدَّ أن يقرأَها هولاند، لا بل رؤساءُ كلِ الوفود في فيينا، حائرين بين التواريخ، ودائرين بين المهل، فيما المطلوب واحد، من برج البراجنة إلى باريس مروراً بدمشق: توحدوا ضد الإرهاب.