اجتمعت الحكومة لكن كميات النفايات لم تتوقف عن الارتفاع في المدن والقرى وقد ملأت كل قطعة شاغرة أو تكاد. لماذا؟ لأن مجلس الوزراء المنقسم لم يصل بعد الى كلمة سواء أو الى مشروع جراحي طارئ يوقف هذه المهزلة القاتلة. والأقسى في الأمر أن جلسة المجلس المقبلة حددت الخميس المقبل وليس كما طالب الدكتور سمير جعجع وهو نطق باسم كل اللبنانيين حزبيين ومستقلين اذ سأل: أفلا يستحق هذا الملف أن يجتمع مجلس الوزراء ليلا ونهارا لايجاد الحلول ولإزاحة خطر الموت عن صدور اللبنانيين؟
واذا كان ملف النفايات صعب التدوير لكونه باب رزق أسود لطبقة سياسية تشبهه فان ملف التعيينات العسكرية بدا قابلا للتدوير، فقد ارتسمت معالم صفقة للمقايضة بين الرابية وعين التينة من طباخيها الكبار السفيران الأميركي والروسي يقبل بموجبها العماد عون برفع سن تقاعد عمداء الجيش بما يفيد العميد شامل روكز ويبقيه مشروع قائد للجيش اذا توافرت الظروف.
ولأن الأمر يتطلب فتح أبواب مجلس النواب يوافق عون على فتح الدورة الاستثنائية العزيزة على الرئيس بري تزامنا بما يشرعن بقاء قائد الجيش ورئيس الأركان في مركزيهما. واذا لم تتم الصفقة وزير الدفاع جاهز لتأجيل التسريح.