المكبات السياسية تنافس المكبات العشوائية، وللإنصاف هي التي أنتجتها ورمتها في وجوه اللبنانيين. هكذا يمكن وصف واقع الحال، فالمناكفات السياسية طيرت مشروع التسوية حول التعيينات العسكرية ومن هناك جنحت لتشعل جبهة جانبية بين عين التينة والرابية حول ملف لا يقل فسادا عن النفايات وهو ملف تلزيمات معامل الإنتاج للطاقة الكهربائية.
الحصيلة الأولية للاشتباكات تمثلت في تعطيل أكيد لاحتمال استعادة مجلس الوزراء عمله ولو بالحد الأدنى، وفي تسببها بخطر تعطيل الحوار الجاري تحت قبة البرلمان، وبين التعطيلين طارت جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، والجمهورية على الطريق، وقد عبر الرئيس سلام عن هذا الخطر في الأمم المتحدة أصدق تعبير.
وسط هذه الفوضى المخجلة، خطة شهيب للنفايات تخضع للمزيد من الدرس والتشاور بين الوزير والجمعيات البيئية والخبراء، واذا استعرنا من مفردات الملف فهي في حال فرز وتسبيخ على أمل أن لا تتحول القضية طبخة بحص، والأهم أن يبقى المنسوب السياسي في أدنى درجاته كي لا تصل المساعي إلى حائط مسدود كما هو حاصل في الملفات السياسية السابق ذكرها.
والمعلومات المتداولة حتى الساعة أن خطة شهيب هي الإطار المقبول وكل ما يحصل من تعديلات يجري ضمنها، والمعوقات الأكبر التي تؤخر ولادتها متأتية من إشكالات حول مواقع بعض المطامر المقترحة.