قبل ساعات من نهاية المهلة التي حددها الوزير أكرم شهيب لإطلاق خطته لحل النفايات أو الانسحاب … وقبل موعد غد الخميس الذي بنى عليه تمام سلام موقفه، بالذهاب نحو المجهول … أو البقاء في موقع المشلول تحركت ماكينة الوساطات الجنبلاطية: ذهب الوزيران شهيب وأبو فاعور إلى عين التينة. قال وزير الزراعة لرئيس المجلس: غداً سأجد نفسي مضطراً للتخلي عن المهمة… وسأقول أن مساعي الحل اصطدمت بعدم توافر مطمر في البقاع. وذلك لحسابات مذهبية لا غير … لكن بري عكس البحث. وفاجأ شهيب بالقول: إنس مطمر البقاع. هم يقولون أن هذا المطمر هو لاستيعاب نفايات الضاحية. وأن كميتها نحو ألف طن يومياً وهي أساس الدافع إلى مطمر هناك. حسناً، أنا أتعهد لك باسمي وباسم حزب الله أننا نحن سنجد حلاً لنفايات الضاحية. فلا تتعبوا أنفسكم ولا تحرَجوا ولا نحرِجكم. … وتابع بري: لا أعرف الآن ماذا سنفعل بها ولا تسألني أين نضعها. لكنني أتعهد أننا سنكون مسؤولين عن هذه الألف طن من النفايات. … وبالتالي هذه الذريعة التي أوقفوا مطمر سرار بحجة أن لا مطمر شيعياً يقابله، والتي عقّدت مطمر البقاع بحجة أنهم لا يقبلون نقل نفايات بيروت إليها… هذه الذريعة نسحبها الآن من أيدي الجميع ونحلها نحن. إذهبوا وقولوا لهم ذلك. وإذا كانت النيات صادقة فلتستكمل عندها خطتكم … على هذا الأساس انتقل شهيب وبو فاعور إلى السراي. حيث انضم إلى سلام وزير الداخلية نهاد المشنوق. وحيث حتى بداية نشرتنا هذه لم تكن قد توافرت معلومات عن نتائج الاجتماع… المهم أن البلد سيمضي على ما يبدو ليلاً نفاياتياً طويلاً. على أمل أن يشرق عليه صباح مطامرَ وحلول. على عكس مساء الغرق في الأوساخ، كما تكرر عصر اليوم، لمجرد أن مرت غيمة في سمائنا ونزلت قطرة على طرقاتنا …