ماذا في بيروت اليوم؟ الجواب: أمران، وكلاهما غامض مريب… الأمر الأول هو استمرار مساعي التسوية في قضية العميد شامل روكز، بصمت ومن دون علم الرابية حتى … والثاني استئناف المواجهة المفاجئة وغير المفهومة، بين السلطة والمتظاهرين في الشارع … الغامض في المسألة الأولى، هو السؤال: لماذا تستمر مساعي تسوية الترقيات، طالما أن المسؤولين عن إجهاضها، باتوا يعلنون انتصارهم ويفاخرون به… من رئيس شبطيني إلى فتى الكتائب… فيما معلومات الأو تي في تؤكد أن مسؤولي اليرزة حولوا معاملة التصفية الإدارية لخدمة روكز وبالتالي تقاعده، إلى وزارة المالية. حيث تم تجميدها في انتظار صباح الخميس المقبل … المتابعون لكواليس المسألة، يشيرون إلى أن استمرار المساعي هو لسبب من اثنين: إما لأن البعض صادق، وسيظل يحاول حتى منتصف ليل 14 – 15 تشرين الجاري، عله ينجح تحت ضغط الهاوية في اللحظة الأخيرة… وإما لأن البعض الآخر يستمر في مناورته التي بدأها قبل سنة ونصف. وهو يأمل في خداع ميشال عون ومحاولة تخديره معاً. كما فعل في الرئاسة، ثم في الحكومة ثم في قيادة الجيش، وأخيراً في تسوية الترقيات … الأمر الثاني الغامض في بيروت اليوم، هو السؤال: لماذا قررت السلطة فتح جبهة مفاجئة مع المتظاهرين؟ من اتخذ القرار بالقمع المباغت؟ من حسم أمر سحل المواطنين منذ صباح أمس، ومنذ توزيع مكعبات الإسمنت وتعبئة الصهاريج واستنفار الصليب الأحمر واستدعاء الكاميرات؟ كأن صاحب القرار بالقمع قصد استدراج الناس إلى المواجهة، من أجل جر البلد إلى منزلقات خطيرة وأخذه إلى ما يشبه الأمر الانقلابي الواقع … ماذا بقي لبيروت اليوم؟ بقي لها شارع آخر، يستعد بعد 48 ساعة، للسير على طريق القصر. تماماً كما احترف طيلة ربع قرن، أن يسير على طريق النصر، فيسقط الاحتلالات والانقلابات ويرفض التسويات والصفقات …
