نبض أقوى من كل الشعارات، حركته قسوة المعاناة، فجرته النفايات بعد ان أرهقته الكهرباء والماء ووعود السدود والجسور والطرقات، وجل مشاريع الفساد والسرقات.
نبض لن يسرقه أحد مهما حرفت اللافتات، وصوبت الهتافات والهاشتاغات، نبض أعاد الحياة لساحة الشهداء ولشهدائها الشاهدين على زمن طويل من تزوير الهويات.
تظاهر اللبنانيون تحت عناوين تختصر برفض الفساد، وجالوا في شوارع شاهدة على عقود من هدر المال العام، كثيرون ركبوا الموجة بحثا عن دور، أو تأدية لدور ما. لكن الصرخة الأقوى بقيت لأصحاب المعاناة، الذين متى أنهوا يومهم سيعودون إلى بيوت لن يجدوا فيها الكهرباء المصابة كالعادة بعطل طارئ.
انتهى السبت وماذا بعد؟ هل ستسمع السلطة فتعيد الحسابات، أم تستوعب الشارع بحراك يوم تسجله على لائحة الأيام؟ سلطة اعترفت بأن الدولة إلى الفشل، وشعب شاهد على سوء الحال، فمن ينطق بالحكم، لتغيير الأحوال؟
أليست المسؤولية على الجميع، سلطة ومواطنين؟ سلطة تعاقبت على الهدر والفساد ونهب المال العام، ومواطنون امتهنوا لغة الصمت إلى الآن.