انه زمن اللاءات في لبنان، لا بوادر ايجابية لاحت والبلد بقي اسير تعطيل المؤسسات، لا مقررات صدرت عن جلسة مجلس الوزراء، لا بت لملف التعيينات واجهاض طروحات وزير الدفاع ما يفرض خيار التمديد حكما للقادة العسكريين والامنيين لتفادي فراغ كارثي في ظروف صعبة داخليا وخارجيا.
لا حلول لمشكلة النفايات رغم جهود رئيس الحكومة وحديثه عن يومين او ثلاثة لتبلور المخارج، لا كهرباء ولا ماء، لا سلسلة رتب ورواتب، لا قوننة لصرف المعاشات والتعويضات، لا اقرار بقبول القروض او الهبات، لا استعداد للمعالجة، لا اكتراث بمصالح الناس، لا تجاوب مع المناشدات لانتخاب رئيس للجمهورية، فماذا بعد؟ لولا الطائفية السائدة في هذا البلد لاندلعت ثورات اجتماعية اطاحت بالجميع. الرئيس نبيه بري مستاء مما وصلت اليه الاوضاع، ونواب الاربعاء لمسوا انزعاج رئيس المجلس من استمرار التعطيل وشل العمل التشريعي ما يفرض الاسراع في تحريك العجلة النيابية.
جمود مؤسساتي ومغالطات شوشت الرأي العام رد عليها وزير المال علي حسن خليل كي لا تختلط الامور السياسية بالتقنية كما حصل مع النائب ابراهيم كنعان، فهل اوقع رئيس لجنة المال والموازنة النيابية تكتل التغيير والاصلاح بحساباته غير المدققة؟
بدقته فند الوزير علي حسن خليل كل رقم وتفصيل بكل وضوح وشفافية، فمشروع قانون الموازنة العامة احيل الى المجلس النيابي قبل خمسة اشهر ولا يتعلق بالازمة الحالية ولا علاقة له بالانفاق، خليل بدا واضحا جازما لا مخالفة في الانفاق من دون تشريعات او قرارات، وضع خليل النقاط المالية على حروف الازمة وقدم للرأي العام شرحا يبين ان المسؤولية تقع على المعطلين، لبنان يخسر القروض التي بلغت قيمتها مليار و162 مليون دولار وهبة اولى بـ 38 مليون دولار والثانية بـ 15 مليون دولار كانت ستذهب جميعها الى المشاريع التنموية في كل المناطق اللبنانية. من هنا يظهر ان المواطن هو الضحية.
كنعان رد على خليل، لكنه ابدى الاستعداد لمناقشة المسائل التقنية كما طرح وزير المالية بعيدا عن الخلفية السياسية.
خارجيا، ما بين اجتماعات طهران الروسية السورية الايرانية واللقاءات الاميركية الروسية بحث حول سبل محاربة داعش وضرب الارهاب، دمشق التي تحدثت عن اتصال واشنطن بها اشترطت التنسيق معها لمحاربة داعش، بينما اوحت تصريحات وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف بعد لقائه نظيره الاميركي جون كيري ان لا موقف مشتركا حول كيفية التصدي لداعش في الوقت الراهن.
اما مصر فكانت تواجه الارهاب ايضا بالتنمية وتنتصر الجمهورية العربية لشعبها في توسيع قناة السويس التي ستشهد احتفالا عالميا في الساعات المقبلة كتحد صارخ في وجه الارهاب وغاياته.