إذا كان مطمر الناعمة قد رفض إعادة فتحه ساعة واحدة وعكار صرخت بأنها لن تكون مزبلة والمصنع قال: لن يمروا وبرج حمود أعلنت أن ذكرياتها المرة مع النفايات لن تؤهلها لتكرار التجربة ومدينة صيدا رفضت إدراج اسمها في لائحة الطمر، فمع من تفاوض أكرم شهيب وأي خطة أذاعها في ليل ومع فرز أوراق الخطة يتبين مدى الهرطقة التي أقدم عليها مجلس الوزراء بحيث لم يقرر المشرفون على القرار الحكومي في ست ساعات إلا مشروع العودة إلى سوكلين في صفحات لا تحمل صفة القانون ولا المرسوم ولا تحتكم على أي صفة تنفيذية. البلديات اسم على ورق دورها ملغى مرحليا مع إضافة شروط تعجيزية إليها مستقبلا بكمية الأطنان الواجب جمعها ولم يضع المجلس أي إجراء عملانيٍ يحدد فيه كيفية بدء عمل البلديات ولا سبل تحويل الأموال إليها من الصندوق العائد إليها بمعنى أننا أمام قرار همايوني كتبه وزير الزراعة بالنيابة عن وزير البيئة الذي لم يعد له أي دور سوى الصمود على الكرسي في اللعازرية وإعلانه شبه اليومي رفض الاستقالة.
كل ما في الخطة أن الوزير أكرم شهيب أسند إليه هذا الملف لتوليف إخراجٍ يليق بالنائب وليد جنبلاط فإذا كان شهيب على هذا القدر من الفطنة واجتراح الحل في اللحظات الأخيرة ويتمتع بمواهب عالية فلماذا لم يبرز مواهبه عندما كان يحمل حقيبة وزارة البيئة؟ لماذا حرم اللبنانيين عبقرية تفرز معجزات وكيف لم يكتشف أن درهم وقاية خير من “قنطار” علاج. أطبق شهيب في أيامه على العقود والمناقصات والحلول وأصيب بصحوة ضمير على الرائحة وقد جرى اختياره من دون بقية خلق الوزراء لأنه يقع على فالق الزعيم وليد جنبلاط ولم تكن هذه الصحوة لتضرب في البيوتات السياسية لولا أن شبابا تحرك في الشارع وبات يهدد الهيكل.