بلادي وإن جارت علي عزيزة.. لكن يا بلادي بلغ السيل الزبى.. فبعد جبال النفايات التي حاصرتنا..العتمة تلفنا.. وضرب طقسنا بموجة حر صديقة ما زاد الطين بلة.. وعلى ما يبدو فإن الحرارة الاستوائية ضخت الحرارة في الشرايين السياسية وأذابت جليد عز الصيف بين الرابية وعين التينة.. وأعادت همزة الوصل ولو بالكلام.. ما نمي عن رئيس المجلس النيابي أنه قال كيف لمجلس نيابي غير شرعي أن ينتخبك رئيسا والحديث موجه الى الجنرال عون.. فجند الجنرال قاضي الصلح سليم جريصاتي ليقول: بالعلاقات الشخصية عون لا يسعى لمخاصمة أحد فكيف إذا كان حليفا مرنا يعرف كيفية تدوير الزوايا..
الحرارة فعلت فعلها أيضا على خط الجلسة الوزارية المنتظرة وغدا يوم الاختبار.. وعشيتها دبت الروح في الجسم الحكومي فعاد الحديث عن أن أجواء التوافق عادت للتسوية.. ولكن التسوية بين من؟ وعلى حساب من؟ فلبنان في الترتيب يحتل آخر قائمة الدول النامية.. هم محكومون بالتفاهم لأن خلافاتهم مرهونة بحصة كل واحد منهم.. وكلهم يريد أن يضمن موقعه من الفساد والرشى وجني ملايين الدولارات حتى من النفاية.. فمصالح الطبقة الحاكمة أهم من مصالح الناس الذين يحاربون بقطرة الماء وببقعة الضوء ويحاصرون بالقمامة.. وبعد الكتائب.. وضع حزب الله الإصبع على الجرح وفي ملف النفايات قال وزير الصناعة حسين الحاج حسن إن ما أوصلنا إلى الأزمة المحاصصة السياسية والإصرار على عدم إجراء المناقصات معلنا أن سياسيين منعوا شركات من المشاركة في مناقصة بيروت..
ومن مناقصات النفايات إلى مناقصات السلاح التي لم تكن بحاجة لا إلى شريك ولا إلى جلسة فض عروض.. وفور جلوسه على طاولة مجلس التعاون الخليجي استعجل جون كيري صفقات السلاح وقطف ستة مليارات دولار ثمنا لصواريخ باليستية مضافا إليها الصيانة والتدريب لتعزيز أمن منطقة يتهددها داعش. وفي المقام نفسه يقول رئيس الدبلوماسية الأميركية القوة العسكرية لا يمكنها وحدها إنهاء هذا الوباء.. الانفصام هذا انعكس على تصنيف الإرهاب ما بين أميركا وأوروبا وعلى هذا التصنيف يضع الغرب رجلا في الفلاحة وأخرى في البور.. أما على الأرض المخصبة نوويا فقد حط الروسي والسوري للقاء الإيراني.. وعشية القمة الثلاثية هذه رسالة روسية واضحة الى الأميركي إذ قال سيرغي لافروف إن أي إنزال بري خارجي وأي ضربات عسكرية أميركية في سوريا تستهدف جيشها ستعقد جهود محاربة الإرهاب هناك. وعلى هذه الرسالة يرسم خط سير الحل السياسي في سوريا حيث الجميع يريد وصلا بليلى.