يا صفْقة ما تمّت ليلُ التفاؤلِ في رومية لم يَطلُعْ عليه نهار وتعثّرت خُطى التفاوضِ على مقايضةٍ بينَ الدولةِ اللبنانيةِ وجبهةِ النصرةِ عَبرَ وسطاءَ لم يظهَرْ منهم أيُّ وسيطٍ بالزِّيِّ الرسميّ وكلُّ ما وصَلنا من الخاطفينَ جُثةُ الشهيدِ علي السيد أما كيفَ تَسلّمناها وما دورُ هيئةِ العلماءِ المسلمينَ ومَن الجهةُ الخاطفةُ داعش أم النصرة فكلُّ هذا في علمِ الغيب عاد علي مستشهِداً مصحوبا ًومسبوقاً بكلِّ ألمِ الصورةِ ولحظةِ الموتِ والنفَسِ الأخيرِ الذي ظلّ شهْقةً في صدورِ الناس إستقبلَه المستشفى العسكريُّ وجَهّزت له فنيدق مراسمَ العودةِ الأخيرة عادَ علي سيداً على خاطفيهِ الذين كانوا أجبنَ مِن إعلانِ هُويتِهم فهو شهيدٌ وابنُ عسكرٍ مقتولٍ ومظلومٍ له أهلٌ ومَسقِطُ رأسٍ وناسٌ ومحبّون هو سيدُّهم وهم أشباحٌ بلا قضيةٍ يتدارَونَ خلفَ شريطِ فيديو ويحمِلونَ الإسلامَ رايةً عن سابقِ تزويرِ وقطعِ رؤوس علي يعود وأسماءٌ أخرى مِن طوائفَ مُتنوعةٍ تَعيشُ على وقْعِ الساعةِ ونهايةِ مُهلةِ الأيامِ الثلاثة وذووهم يتحرّكون شَمالاً بِقاعاً ويناشدون متمسكينَ بالأملِ وببارقةِ تفاوض يسترجعونَ بها أبناءَهم لكنّ الأملَ لم يوافقْ هيبةَ الدولةِ التي لم تقتنعْ بعدُ بصفْقةٍ تَضرِبُ كِيانَها ولعلَّ ما عبّر عنه النائبُ وليد جنبلاط يلخّصُ الموقِفَ فهو رأى أنّ مبدأَ المقايضةِ مرفوضٌ لأنَّ مِن شأنِه أن يرسّخَ سابقةً جديدةً ويَفتحَ المجالَ أمامَ تَكرارِ سيناريوهاتٍ مماثلةٍ في المُستقبلِ فضلاً عنِ الانعكاساتِ السلبيّةِ التي قد يَترُكُها على معنوياتِ المؤسسةِ العسكريّةِ والأجهزةِ الأمنيّة.
ولو كنا نَتعاملُ معَ رأسِ خاطفٍ لا يقعُ على حدِّ السكينِ لأمكنَ مناقشتُه في حلولٍ تُدخِلُ مِلفَّ الموقوفين الإسلاميين في مرحلةِ تسريعِ المحاكمات وهي مُهمةٌ كان على القضاءِ اللبنانيِّ إتمامُها لتَجنّبِ الوقوعِ تحتَ ضغطِ الخَطفِ والتهديد وربما تعلّمنا تحتَ الراياتِ السُّودِ أنْ نفتحَ صفَحاتٍ قضائيةً بيضاً تَستعجلُ الحُكمَ في قضايا الناس وبتِّ مِلفاتِها لا الإسلاميين فحسب إذ إنّ السجونَ تكتظُ بموقوفينَ لم يَدخلوا غرفةَ محاكمةٍ منذُ توقيفِهم.
وخًطةُ تحسينِ السجون بدا أنّها تبدأُ مِن قصرِ العدلِ وطبَقاتِه المنضويةِ على أوراقِ ناسٍ خلفَ الشمس.