تنحوا جانبا.. روسيا وصلت إنها عاصفة سيبيريا يا عزيزي.. حيث يخوض الروس أول حرب من علو شاهق في سماء سوريا الدولة التي راقبت موسكو معاركها سنوات خمسا.. فتقصت وسحبت داتا الإرهاب وأوفدت الخبراء قبل أن تعلنها حربا لا تستثني فيها أحدا.. والجيش الحر من مناظير روسيا العسكرية سيكون أخا للجيش الأسود.. وكل سواسية ما دامت بندقياتهم موجهة الى النظام.أولى الضربات بدأت من حيث افتتح النظام السوري معاركه في بداية الأزمة.. إذ شنت الطائرات الروسية غارات على مناطق مختلفة من حمص كتلبيسة والرستن وعلى ريف حماه الشمالي وتحدث خالد خوجه رئيس الائتلاف السوري المعارض عن قتلى مدنيين.. فيما أكدت الأنباء أن الغارات استهدفت مواقع عسكرية. وأبعد من خريطة الاستهداف ميدانيا الخرائط السياسية المتشعبة التي تعلن شيئا وتنسق من تحت الطائرات شيئا آخر فقرار عسكري على هذا المستوى لم يكن لينفذ من دون توطئة أميركية وموافقة سعودية وتسهيل إيراني وقيام مصالح مشتركة تركية والطرفان الوحيدان اللذان عارضا التدخل الروسي هما إسرائيل والمعارضة السورية التي تلقت أولى الرسائل العسكرية من موسكو على سبيل التذكير وعلى الرغم من إبلاغ واشنطن وقمة أوباما بوتين والإشعار بالضربة الروسية المعلن في مجلس الأمن وفي البرلمان الروسي وفي الرسائل إلى من يعنيهم الأمر.. فإن أميركا أعلنت عدم التسنيق العسكري معها.. وقررت عن نكايات متعمدة أن تشن غارات على حلب في الساعة نفسها التي قررت فيها موسكو شن غاراتها لكن هذا الإرباك في التصريحات الأميركية والمراوغة الفرنسية حسمهما وزير الخارجية جون كيري بإعلانه أن واشنطن قد ترحب بالضربات الروسية إذا كان هدفها الحقيقي هزيمة داعش. وذهب نظيره الروسي إلى خطوات متقدمة عندما أعلن عن غرف تنسيق مشتركة وتعاون إلى أبعد الحدود.. وهو ما حدده وزير الدفاع الأميركي أيضا عبر حديثه عن خطوط تواصل بين العسكريين الروس والأميركيين. أما الترحيب السعودي فستحمله زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لموسكو قريبا جدا. حرب أخذت منحة سماوية من الكنسية الأرثوذكسية.. ورفعت الدول الغربية أيديها بالموافقة أو أنها لم تعترض على أسوأ تقدير.. لكونها اختبرت عشرات آلاف الطلعات الجوية وغارات التحالف الدولي التي لم تستهدف أحدا.. وكانت نتيجتها أن الدولة الإسلامية تعاظمت وتمددت وفرضت سطوتها على منابع النفط هي طلعات دفعت الدول الخليجية أثمانها طلقة طلقة.. ولم تتوخ أهدافها وظلت حتى اليوم عبارة عن غارات وهمية.. تعاين مراكز الدولة الإسلامية وتبتعد عنها.