خرج الحراك الشعبي من جماد الاعتصام إلى ناره.. وعبر حرقا عن برودة القضاء واستمراره في توقيف ناشطين شكلوا نبض التظاهر من الأرض إلى الفضاء الافتراضي فبعد قرار القاضي رياض أبو غيدا الإبقاء على ناشطين قيد التوقيف ومع استمرار اعتصام رفاقهما وعدد من المحامين أمام العسكرية أقدم شابان على حرق أنفسهما احتجاجا ما استدعى نقلهما عبر الصليب الأحمر إلى المستشفى لكن السلطة بأجهزتها التنفيذية والأمنية والقضائية تتوسل يوما يحرق فيه كل الحراك نفسه قبل أن تنفذ مطلبا واحدا له لا بل يغالي وزير الداخلية في زرع الشيطنة على دروب الناشطين ويعلن أن بعض الحراك أو المستثمرين فيه يشوهون مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولا يراهن أحد على صبرنا بعد الآن وسواء أمام البيارتة بالأمس وفي احتفال الشهيد وسام الحسن اليوم فإن أحدا لم يبلغ نهاد المشنوق أن بيروت لم تثبت ملكيتها إلا لأبناء بيروت وأن ناسها الأصليين هم الذين انتزعوا عنها بآلة سوليدير الحادة وكفى ملكية مزعومة وبنيانا أعلاه الشهيد على حساب الإرث القديم وإذا ما سعى المشنوق للتصويب في خطاباته المتتالية عن إرث الشهيد فليكن أكثر دقة وليحك للناس كيف سلبت حقوقهم على حياة الرئيس وكيف تحايل الورثة على خزينة الدولة بعد مماته من يتحدث اليوم عن الإرث عليه أيضا أن ” يميل” على حصر الإرث وعلى ما سمي مرسوم الشهيد الذي اخترعوه لأربع وعشرين ساعة فقط بهدف خفض القيمة المالية المتوجبة فدفع الورثة أحد عشر مليون دولار بدلا من ملياري دولار.. وضاع الحق يا ولدي هذا هو الإرث الذي تركه الشهيد وأولاده.. ولا يمنن أحد بأنه الأحرص على بيروت لأن شباب اليوم المتحرك ضد الماضي والحاضر هو الأحرص على مدينته.. بتركيبتها السياسية والعمرانية على حد سواء وعلى الحريق أمام العسكرية.. لوح المشنوق بحرق الأوراق السياسية ووضع حجر الاساس للخروج من الحكومة والحوار معا إذا ما استمر التعطيل لأن دخول المستقبل الحكومة كان على قاعدة ربط النزاع.