IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 14/11/2015

newtv

 

 

فرنسا ذهَبُ التاريخ.. ضوءُ الأرض.. أطفأها ثمانيةُ إرهابيين وحوّلوا باريسها الى جمرةِ رعب فرنسا بمدنِها الطالعة إلى الشمس ضربتها كواكبُ الإرهابِ العابرةُ إلى أوروبا والمتوعّدةُ روما ولندن وواشنطن فباريس مدينةُ النهار المستقرِّ في سوادِ ليلهِا.. التي كانت متأهبةً لاستقبالِ مواسمَ مِن عيد وتُحضّرُ شجرَها لثورةٍ فِضّية.. أخذها الإرهابُ إلى تأهبٍ آخرَ أحكمَ أبوابَها ومطاراتِها وحدودَها.. وصنّفَها دولةً تحتَ قانونِ الطوارئ دخَلَها الإرهابيونَ مِن عُشبِ ملاعبِها من قِمةِ مسارحِها من مخازنِها وحاناتِها مضرماً القلقَ في شوارعِها ومقاهيها وفارضاً على ستاد كرةِ القدمِ لُعبةَ داعش الهجوميةَ المتحدرةَ مِن أصلٍ إرهابيّ ومحقّقة نتيجةً دامية . مئةٌ وثلاثون قتيلاً وما يفوقُهم جرحى في شِبَاكِ فرنسا التي فَقدت حارس مرماها وركَضت إلى حيثُ الشُّبُهاتُ وبدأت حَملةَ اعتقالات.. وأدركت في تصريحاتِ مسؤوليها أنّه اليومَ وأكثرَ من أيِّ وقتٍ مَضى قد حان وقتُ محاربةِ الإرهاب سبعةُ انتحاريينَ بينَهم أمرأةٌ وتوقيفاتٌ امتدّت من باريس إلى بروكسل وبرلين فمطار غاتويك في لندن حيث اعتُقل مسلحٌ فرنسيّ وقد رَفعتِ الدولةُ الفرنسيةُ حالَ التأهّبِ الأمنيِّ الى أقصى درجاتِه وقرّرت نشرَ الجيشِ في العاصمة . لا جدالَ في أنّ مَن سقطوا هم ضحايا أبرياءُ يرقَون بلغتِنا اِلى مصافي الشهداء.. لكن في اللغةِ السياسية فإنّ فرنسا ككلِّ أوروبا وأميركا سابقاً لم تتعاملْ معَ الإرهابِ بمفهومِ التصدي.. بل دلّلته بعدَما صنعتْه وربّتْه في كنَفِها ولم تشأْ منذ الازْمةِ السورية أن تخوضَ الحربَ عليه.. ولا يَغُرَّنّا التحالفُ الدَّوليُّ الذي عزّز قدراتِ داعش وساعدَه على النهوضِ والتوسّعِ وبتكلِفةٍ ماليةٍ عربيةٍ خليجيةٍ تُعمِّرُ دولاً . كان وزيرُ الخارجيةِ الفرنسية لوران فابيوس صَديقاً للارهابيينَ على مرِّ حقيبتِه الدبلوماسية .. يزورُهم في حصونِهم الارهابية داخلَ معسكراتِهم على الحدودِ التّركية السورية وحينما لا تسمحُ الظروفُ يجري استدعاؤُهم الى باريس على نيةِ أصدقاءِ فرنسا ولا يرى من كلِّ الأزْمةِ إلا تَعدادَ أيامِ الأسد واعداً السوريين بإزاحةِ رئيسِهم وظلّت يدُه ممدودةً لدى أشكالِ المعارضةِ المسلحة.. يقيمُ لهم حفَلاتِ الإفطارِ في العاصمةِ الفرنسية ويُغدِقُ عليهم بآمالٍ لا يملِكُ تحقيقَها ولم يكن وزيرُ الخارجيةِ البريطانية الأسبقُ وليم هيغ على ذاتِ الصّداقة لكنّه اعترف بأنّ هؤلاءِ الاهابيينَ هم شركاءُ لبريطانيا .. وأنّ بلادَه صنعتْهم وهم سيعودون إليها وها هم عادوا بأحزمةٍ ناسفةٍ مهدّدينَ لندن بعد باريس وقد تكونُ كُتلةُ النارِ الفرنسيةُ قد شكّلت خطاً فاصلاً ما قبلَه ليسَ كما بعدَه . أولى النتائجِ بدأتْ مِن فيينا التي اتّفق أطرافُها على عقدِ لقاءٍ جديدٍ بعدَ شهرٍ لإجراءِ تقويمٍ للتقدّمِ في الحلِّ السياسيِّ لسوريا . نارُ باريس.. وبردُ فيينا لم يُحجِبا حزناً ما زالَ صاعداً من بُرجِ البراجنة التي تشيّعُ شهداءَها تِباعاً في مسقِطِ الرأس معَ تسجيلِ تقدّمٍ نوعيٍّ لفَرعِ المعلوماتِ بالتعرّفِ إلى هوياتِ مُنفذِي التفجيرَين.