Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “OTV” المسائية ليوم الأحد في 6/9/2015

 

 

مع فارق الساحة والتوقيت ونوعية المواجهة وأدواتها، يبدو المشهد بعد التظاهرة العونية عصر الجمعة الماضي، مطابقاً لمشهد ما بعد هزيمة اسرائيل في حرب تموز 2006… على الأقل من ناحية واحدة. وهي أن كثيرين من السياسيين والبدلوماسيين والمراقبين، فتحوا هواتفهم طيلة اليومين الماضيين، مع قريبين من الرابية، لاستكشاف معالم سؤال واحد: أين سيصرف الجنرال انتصار الجمعة؟ في استذكار لسؤال صيف العام 2006 الشهير: أين سيصرف السيد انتصاره… غير أن التشابه بين المشهدين لم يقتصر على السؤال. بل تعداه ليتطابق في الجواب أيضاً. فكما جُير انتصار المقاومة قبل تسعة أعوام لصالح الشعب اللبناني، كذلك ستكرس صرخة الشعب نفسه في ساحة الشهداء يوم 4 أيلول 2015، من أجل مصلحة لبنان وخير كل اللبنانيين. وخاصة من أجل حقهم الطبيعي والضروري والملح، في بناء دولةٍ دولة واستعادة وطنٍ وطن… أين سيصرف ميشال عون أصوات الآلاف الذين لبوا نداءه؟ الجواب محسوم لدى الجنرال: سنثمرها أولاً وأخيراً لمصلحة ألا يسرق صوتهم، وألا يسلب حقهم، وألا تمتهن كراماتهم… بعد يوم الجمعة 4 أيلول، صار هناك صدٌ كبير لكل مؤامرات الخارج، وصار هناك سد كبير في وجه كل طفيليي الداخل. وصار هناك بدٌ أكيد، بأن الخطوة الأولى التي لا تراجع عنها لأي حل، تبدأ بحق الشعب في الانتخاب. هذه هي الرسالة التي أوصلتها ساحة الشهداء إلى ساحة النجمه. وهي رسالة كانت مثلثة: تيارياً، ومسيحياً ولبنانياً: إما أن تكون الكلمة للناس عبر صناديق الاقتراع، وإما أن الزمن وحده بين الشعب وبين مغتصبي حقوقه، مهما طال الفراغ أو الشغور … رسالة وحدها قادرة على تصحيح ثغر الحوار وترتيب أولوياته المبعثرة …