سكاكين التكفير الارهابي وصلت الى اعناق الدروز في سوريا، بعدما ذبحت المسلمين والمسيحيين وكلَ البشر… اما ابواقُ التكفير السياسي المستقبلي، فتستمر في ذبح الحريةِ والكرامةِ وميثاق العيش المشترك في لبنان … وآخِرُ جرائم التكفيريين الارهابيين حولنا، ذبحُ الابرياء في” قلب لوزة” …اما آخِرُ فظائع التكفيريين السياسيين عندنا، فدعوةٌ الى طرد نصف اللبنانيين من قلب لبنان … نعم، فيما كان الدواعش وممسوخاتُهم يحزّون أعناق المدنيين في إدلب، كان احدُ نواب المستقبل، من الاقلّويين جداً جداً جداً، يدعو ميشال عون ومَن معه الى التفتيش عن وطنٍ آخر ليعيشوا فيه…هكذا، بعد تمنّي الموت، وبعد تمريغ القانون والدستور والميثاق، بطاووسيةِ فائض السلطة والمال والدين العام ، اليوم جاء دورُ الـ transfer، او التهجير الجماعي، او التطهير السياسي … كأنّهم يقولون للشعب اللبناني: مَن معنا، يبقى هنا ذليلاً ذِمّياً. ومَن ليس معنا، فليفتّش عن وطنٍ آخر… لكن، ماذا إذا رفض احدُنا ؟ ماذا إذا اعترض احدُ رعايا دولتِهم؟ الجواب واضح: مصيرُه مثلُ تلك المحامية البطلة “رانيا غيث”. ارادوها درساً لنا كلِّنا، ارادوها عِبرةً لكلِّ مواطنٍ، لكلِّ صاحب كرامةٍ وعنفوان. أرادوها رسالةً، بأنّ الامرَ لهم، وأنهم يدوسون القوانين، ويدوسون كرامات الناس وحرياتِهم وحقوقَهم، ولا يرفُّ جفن …هكذا يتوهّمون، وهكذا يتصرفون. لكنهم ، نسَوا انّ للكرامة والحرية قوةً لا تشتريها ثرواتُهم ولا تبيعُها نزواتُهم. هم لهم جَبَروت دنانيرهم السوداء، اما شعبُنا فله ملكوتُ نِعمةِ عذراء، هي لكل لبنان… عذراء فاطيما، المُنجّية من الحروب، والمنقِذة من الاغتيالات، التي استقبلناها اليوم