لا ردود فعل قيادية حتى اللحظة، على الإنذار شبه الأخير الذي أعلنه العماد ميشال عون يوم أمس… اقتصر الأمر على بعض تصاريح من الدرجة الثالثة وما دون. وهو مؤشر إلى أن المسألة تدرس بروية وتأن على مستوى الصف الأول… لكن رزنامة التطورات واضحة. أولها يوم الثلثاء المقبل. ففي هذا النهار محطتان: في الأولى، سيكون دعاة لبنان أولاً متلهفين لرصد زيارة وزير الخارجية الإيرانية، محمد ظريف، إلى بيروت. وسينكبون على رصد همساته وبسماته. فهؤلاء بنوا هجومهم على عون، على المقامرة التالية: أن إيران، مقابل اتفاقها النووي وانفتاح الغرب عليها ومكاسب هذه الخطوات، ستنكفئ في منطقة المشرق وفي سوريا ولبنان خصوصاً، وستترك هاتين الساحتين للسعودية… بمعزل عن صحة هذا الرهان أو خطأه، أسوأ ما فيه أنه يفضح أصحابه ويكشف أن مبادئهم هي مجرد السير وفق إملاءات الخارج وأهوائه… أما المحطة الثانية يوم الثلثاء أيضاً، فهي الخطوات التنفيذية للموقف التصعيدي، المنتظر أن يتخذها تكتل التغيير والإصلاح في اجتماعه الأسبوعي … يبقى قاسم مشترك بين أصحاب المحطتين. إنه اليوم. أي ذكرى 9 آب. في مثل هذا النهار، قبل 14 عاماً عجافاً، كان الطرفان كما هما اليوم تماماً، على طرفي نقيض. كان عون وشبابه ضحايا السحق. وكان دعاة لبنان أولاً، دعاةُ الوصاية الضرورية والشرعية والموقتة يومها، في موقع الجلادين… ذكرى لا بد من استعادتها، للتاريخ، وللحاضر، وخصوصاً للمستقبل … لكن بعد عشر ثوان فقط